خارطة طريق كشف عنها وزير المالية عبد الرحمان راوية لمواجهة الظرف الاستثنائي الذي تعيشه البلاد، جراء تداعيات فيروس كورونا وتراجع أسعار المحروقات مقلّصة احتياطي الصرف إلى 60 مليار دولار.
وهي طريقة اعتمدت مبكرا، بداية ظهور الفيروس بمنطقة ووهان الصينية، حيث تضمّنت تدابير أساسية لتلبية احتياجات وطنية ملحة لا تقبل الانتظار.
يشدّد في خارطة الطريق التي تحمل رؤية استباقية لمواجهة الظرف الطارئ وتعرض حلولا لوضع غير مستقر، بفعل متغيرات متسارعة، زادتها حدة تداعيات «كوفيد-19» الاقتصادية الاجتماعية. وهي تداعيات تقرر التكفل بها من خلال تدابير واقعية تضع المواطن في صلب الاهتمام وتدرجه في قائمة الاستعجالات بعيدا عن حسابات أخرى.
ذكّر راوية بهذا المعطى الثابت في المعادلة الوطنية، مؤكدا على ترشيد النفقات والتحصيل الجبائي لمجابهة أزمة أحدثتها جائحة كورونا التي فرضت حكامة في تسيير مرحلة حساسة بكل تعقيداتها، يدرج فيها الشريك الاجتماعي مساهما في صناعة القرار الأنسب بروح مسؤولية ومواطنة، بعيدا عن الانفرادية المفرطة والمركزية.
وبحسب النظرة الإستشرافية، فإن انخفاض مداخيل المحروقات إلى أدنى مستوى غير مسبوق، زاده كورونا تعقيدا،فرض مضاعفة الجهود الوطنية لترشيد النفقات وعجل بالبحث عن بدائل لرفع نسبة التحصيل الجبائي لتعويض ما فقدته الميزانية من أموال هي أكثر من ضرورة، لتلبية حاجيات المواطنين تحت الحجر المتزايدة وكذا تمويل مشاريع لتحريك آلة الإنتاج وتوسيع دائرة الشبكة الاقتصادية لكسب رهان التنوع الاقتصادي والانتقال الطاقوي للتقليل من التبعية المفرطة لبرميل النفط وما يحمله من أخطار مزمنة على الإيرادات ورهن الحركة الإنمائية.
قالها راوية بصراحة أكثر من مرة، مفضلا إطلاع الجميع بحقيقة الأمر، أن الوضعية غير مريحة، «فلا يجب الكذب على الانفس، إلا أننا نسيرها بشكل دقيق، سيما عبر ترشيد النفقات المتواصلة».
الترشيد يرافق بمراقبة في الميدان لتحصيل الضرائب والرسوم واسترجاع القروض البنكية الممنوحة ولم تسدّد.
إنه منهج سياسي يجيب على تساؤلات الراهن الوطني الصعب وإشكالية تجاوز حقبة بقرارات وخيارات واقعية، أقرت سابقا تشدد على خفض الإنفاق بـ30 في المائة لمواجهة أزمة كورونا والنفط، التقليل من الاستيراد الى 31 مليار دولار بدل 41 مليار وتوقيف إبرام عقود الدراسات مع مكاتب أجنبية وتعويضها بمكاتب وطنية تتوفر على مؤهلات النجاعة والمعايير، توقف استنزاف العملة بلا وجه حق أحيانا.ـ