رسائل غير مشفرة يبعث بها الناجون من وباء كورونا، تؤكد مدى الرعاية الصحية التي حظوا بها ومرافقتهم في مراحل علاج أعاد لهم الأمل في الحياة.
ظهر هذا في كل مشهد يغادر فيه المتعافون من فيروس كورونا مستشفيات مرجعية لمعالجة مصابين بالوباء وهم يشيدون، بفرحة عارمة، بالأطقم الطبية وشبه الطبية المجندة في مكافحة «كوفيد-19»، همّها حماية المواطنين وسلامة المنظومة الصحية، باعتبارها قاعدة مفصلية في الأمن والاستقرار الوطنيين.
شهادات حيّة أدلى بها هؤلاء العائدون إلى الديار بسلام بعد معاناة وصراع مضنٍ، وهم يرددون بصوت مرفوع «تكفلوا بنا بشكل جيد»، تؤكد بالملموس المجهودات التي بذلها ولايزال مستخدمو الصحة وهم يسابقون الزمن للتكفل التام بمصابين سقطوا تحت غدر وباء صامت متمادي في فرض حالة طوارئ وتأهب عبر بلدان المعمورة والجزائر واحدة منها لا تشكل الاستثناء.
هذه المجهودات التي تعطي الدليل القاطع على أن الاستراتيجية الوقائية المنتهجة منذ بروز الأزمة الصحية، ذات فعالية ونتائجها تبرز في الميدان، توضحها الحصيلة المسجلة يوميا من الهيئة المختصة، الحريصة على تقديم أدق التفاصيل وشفافيتها لمواطن يطالب بحقه في معلومات تحمل الصدق والمصداقية يعول عليها في تجاوز التهويل والإشاعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة يائسة لتسويق مغالطات وأخبار مفبركة «فايك نيوز».
على هذا الأساس يفهم مدلول تحويل كل مشهد يغادر فيه المصاب بالكورونا المؤسسة استشفائية إلى فرحة لا توصف، تصنعها الأطقم الطبية وشبة الطبية بتصفيقات حارة وعبارات تهانٍ بالشفاء، توجه لمن هم بمؤسسات صحية ينتظرون بشغف اليوم الموعود للالتحاق بركب العائدين إلى الأهل والديار.
من هذه الزاوية أيضا، تفهم المقاربة الصحية التي اعتمدت ببلادنا، مراهنة على مستخدمي الصحة والشركاء في إدارة أزمة وبائية غير مألوفة، مستخدمة بروتوكول العلاج الجديد «الكلوروكين» في هذا الظرف الطارئ، مسجلة نتائج في غاية الأهمية.
يتذكر الجميع أن الاعتماد على دواء «كلوروكين»، تقرر مبكرا وفق التعليمة 12 لوزارة الصحة، الصادرة في 23 مارس الماضي، استنادا إلى تجارب ناجعة اعتمدتها دول كثيرة في التصدي للفيروس. وها هي النتائج المسجلة في امتثال عدد وفير من المصابين للشفاء تتحدث عن نفسها وتبرهن على صدق هذا الخيار ورشادة النظرة الاستشرافية ببلادنا ونجاعتها في مواجهة الراهن الطارئ والتحديات المصيرية من أجل الحياة.
