ثاني طلبية من وسائل طبية ومستلزمات الحماية من فيروس كورونا، تسلمتها الجزائر من الصين في ظرف قياسي، تؤكد قوة الروابط بين البلدين ومتانة الشراكة الاستراتيجية التي أسست لعلاقات تمايز وخصوصية تحرص الدولتان على تجسيدها؛ علاقات حافظت على التوازن الدائم لاستنادها إلى قيم ثابتة ومرجعية راسخة في أعماق التاريخ.
تضم الطلبية التي تولت عملية شحنها طائرتان للجيش الوطني الشعبي، أجهزة تشخيص الفيروس التاجي، تنفس اصطناعي ووسائل حماية من الوباء، الذي اتخذت الجزائر تدابير الوقاية لمواجهته، اعتمادا على نظام يقظة وتأهب ترفع درجة الاستنفار حسب الظرف الطارئ والمتغيرات بعيدا عن الهلع واليأس.
إنها استراتيجية استباقية اعتمدتها البلاد مبكرا، منذ ظهور الوباء بالصين، متخذة الإجراءات الوقائية التي تستدعيها مثل هذه الظروف العصيبة، ويحرص على تنفيذها بأقصى درجة الصرامة، باعتبار أن السلامة الصحية هي عصب الأمن الوطني وعمق استقرار الجبهة الداخلية، أكد عليها دوما رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مطمئنا بتوفر وسائل الوقاية، عكس ما تروج له بعض النفوس المريضة من مغالطات وأخبار مفبركة بغرض التهويل، في محاولة يائسة للمساس بالجهد الوطني للتصدي للوباء.
بهذه المقاربة الواقعية وبعد الرؤى، تواجه البلاد فيروس كورونا، اعتمادا على فريق طبي وشبه طبي مؤهل يملكون تجربة في محاربة الفيروسات، مجهزة المؤسسات الاستشفائية التي يتجند عمالها وطواقمها في التكفل بالمصابين بالوباء وتوفير لهم شروط الرعاية الصحية، مناشدين في ذات الوقت المواطنين التقيد بالتدابير الاحترازية والتزام الحجر المنزلي والصحي وتفادي التجمعات والاستخفاف بالوباء الخطير.
سجلت المؤسسات الصحية قفزة نوعية في الحرب المفتوحة على «كوفيد-19»، باستعمال هيدروكسي كلوروكين علاجا لفيروس كورونا المستجد، أعطى نتائج مريحة حتى الآن، بدليل تزايد عدد حالات الشفاء بالبروتوكول الجديد وتماثل آلاف آخرين في فترة وجيزة، مما أعطى الأمل في التغلب على الداء وإخضاعه للسيطرة قريبا، خاصة إذا تجاوب المواطنون والتزموا تدابير الوقاية.
يزيد الاتجاه قوة وسندا، الأجهزة الطبية التي تنتجها مؤسسات وطنية متعددة الاختصاص، تزوّد بها المؤسسات الصحية في ظرف يُواجَه بتقاسم وظيفي واستجابة لنداء الواجب الوطني الذي يجعل الكل طرفا فاعلا في المعادلة الصحية لكسب رهان المرور إلى بر النجاة، إيذانا بمرحلة حاسمة دخلتها بروح تغيير وعزيمة مقاطعة لممارسات سابقة، جزائر التجدد والتقويم.