قالها اللواء شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، أمس، خلال زيارة تفقد إلى الناحية العسكرية الأولى، بصريح العبارة، أنّ الصحة العسكرية جاهزة لتقديم السند إلى المستشفيات، متى اقتضى الأمر ذلك، معيدا إلى الأذهان العلاقة الديالكتيكية بين المؤسسة العسكرية والشعب، التي ظلت على الدوام في أولى الواجهات وتعطي للوطن المفدى قوّة ومتانة وتمنحه استقرارا وعزيمة في مواجهة الطوارئ والأزمات.
هذه العلاقة التي تكشف عن خصوصية الجزائر وتمايزها، تقدّم أجوبة لكل سائل ومتتبع لشأنها عن كيفية استمرار البلاد في كتابة تاريخها بنفسها وصنع مجدها، متخذة من الصعوبات قوّة انطلاق نحو الأحسن وإدارة شؤونها بقرار سيادي لا يقبل إملاءات الآخر ووصفاته.
جدّد التأكيد عليها شنقريحة، مزيلا الشكوك المروّجة من بعض أصحاب نوايا السوء وتجار الأزمات عن قدرات البلاد في التكفل بمواطنيها، اعتمادا على إمكانياتها الذاتية، واضعا في الحسبان جاهزيّة الصحة العسكرية لتقديم الدعم والسند كلما استدعت الحاجة والضرورة ذلك.
بهذه الالتفاتة أظهر اللواء، أنّ المؤسسة العسكرية طرف له وزنه في معادلة تسيير الأزمات والطوارئ، تصنع الحدث التضامني والتكاتف والتآزر، واقفة مع الشعب في تجاوز الشدائد والصعوبات، متخذة من تجارب الماضي القريب والبعيد، أرضية عمل، مستندة على مبادئ سار عليها الأسلاف وأوصوا بالحفاظ عليها أمانة وقيما مرسخة في الذاكرة الجماعية.
إنّها سلوكات ليست غريبة على أحفاد مجاهدي جيش التحرير، الذين أدّوا دورهم النضالي والتحرّري على أكمل وجه، ملبّين بحرارة وعزيمة نداء الواجب المقدّس في علاج الجرحى والمصابين من الجنود وسكان القرى والمداشر على حد السواء، ضاربين أمثلة حيّة عن حلقة وصل قويّة بين الجيش وعمقه الشعبي الذي استمر على مدار الأيام وهتفت الحناجر به بأعلى صوت في مسيرات سلمية «جيش شعب خاوة خاوة.»
إنّها عقيدة مرسخة ترجمتها تجارب متعدّدة في مواجهة الأزمات وكوارث الزلازل والفيضانات، حيث رفعت من خلالها المؤسسة العسكرية التحدي وأثبتت أنّها إلى جانب الشعب في الضرّاء.