بعيدا عن السلوكات المعزولة التي تحاول يائسة المساس بالجهد الوطني، تواصل حملات التضامن مع العائلات الواقعة تحت الحجر الصحي والعزل المنزلي وبمناطق الظل صنع الحدث، فارضة نفسها طرفا أساسيا في الحرب المفتوحة على الفيروس القاتل، أعطت هذه الحملات المنفذة بتقاسم وظيفي، صورا حيّة عن تكاتف الجزائريين، تعاضدهم وتآخيهم وقت الشدائد.
تظهر هذا الواقع الثابت، مجموعة الشباب المتطوّع لتعقيم الشوارع والأحياء وتطهيرها من رواسب الفيروس، وقوافل المساعدات الإنسانية التي كسّرت حواجز الجغرافيا وقرّبت المسافات، غايتها توزيع مواد غذائية على الفئات الهشة في وقتها مؤكّدة أنّها إلى جانبها في كل الظروف الصّعبة.
يعزّز هذا الجهد الوطني، تنفيذا لحملات تحسيس وتعبئة غايتها إقناع المواطن بجدوى الالتزام بالتدابير الوقائية والاحترازية باعتباره الشريك الفاعل في كسب رهان مواجهة الوباء، الهبّة الواسعة للتخفيف من تداعيات كورونا وكبح جماحه بعزيمة وإصرار، بعيدا عن أيّ استخفاف أوتهوّر.
إنّها هبّة انخرطت فيها أيضا بحرارة وتلقائية هيئات إدارية، مؤسسات اقتصادية عمومية وخاصة، مواطنون عبر مبادرات وجدت الاستحسان برهنت على واجب وطني وقيم مواطنة أعادت مشاهد تجارب سابقة في إدارة الأزمات وتسييرها.
قدمت وحدات صناعية وصيدلانية مثالا حيّا في هذه المعركة المصيرية بمضاعفة إنتاج مواد تنظيف وتعقيم، وأدوية باتت ضرورية لمستشفيات ومصالح صحية في أمسّ الحاجة إليها في هذا الظرف الطارئ، الذي حرص خلاله على التكفل بالمصابين وعلاجهم اعتمادا على القدرات الذاتية والرهان على الكفاءات البشرية، خاصة الصحية المتواجدين في أولى صفوف المقاومة.
لم تتأخر مؤسسات كثيرة عن الركب مقدمة مساهماتها حسب الاختصاص والطريقة التي تعتقد أنها مناسبة لمواطن واقع تحت الحجر والعزل، يرى في الالتفاتة إليه، رسالة أخوّة وتعاضد لمجابهة وباء عابر للقارات بسرعة البرق، ينتشر بلا توقف في ظل غياب دواء وتلقيح، تجتهد كبريات المخابر لابتكاره.
وسط هذه الحركية، يحتل الإعلام مكانة مميّزة في مرافقة العمل التضامني لإعطاء مدلوله وغاياته، من خلال رسالة وفاء والتزام أثناء مواجهة الأزمات. وعلى غرار التجارب السابقة التي أظهر خلالها احترافية ونضالا في إبقاء الجمهورية واقفة، خلال سنوات الجمر والدمع، يواصل الإعلام الوطني دوره في تأدية وظيفة الشريك الكامل في مواجهة فيروس كورونا، موظفا كل الوسائل المتوفرة والخبرة المستمدة من ممارسة ميدانية تعتمد على «الصراحة والشفافية»، قاعدة ثابتة في التحسيس بحملات الوقاية، وهي حملة تستدعي التزام الاعلام بالمهنية في نقل المعلومة من مصدرها لإنارة الرأي العام بحقائق الأشياء بعيدا عن هول الإشاعة والمغالطات.