تدابير استكمالية اتخذتها الجزائر، أمس، في معركة ضد فيروس "كورونا"، غايتها حماية المواطنين وسلامة الأمة من الوباء الخطير الذي زرع الرعب واستنفر أكبر المخابر العالمية بحثا عن لقاح منتظر بشغف من الإنسانية قاطبة.
جاءت هذه الإجراءات، التي صدرت عقب اجتماع المجلس الأعلى للأمن، أمس، في إطار نظام اليقظة والتأهب المعتمد منذ بداية ظهور الفيروس بووهان الصينية، مخلفا آلاف الضحايا، فارضا حجرا صحيا عبر قارات الأرض.
تكمل هذه الإجراءات ما أورده مجلس الوزراء سابقا، من تدابير احترازية تضمّنها مرسوم تنفيذي في هذا الشأن، غايته تعزيز الآليات الصحية لمواجهة «كوفيد-19»، في ظل استمرار تصاعد حالات الإصابة والوفيات المسجلة في البلاد، مما يستدعي رفع سقف الاحتياط لمواجهة أي طارئ محتمل.
الجديد في التدابير التي تعبر عن رفع درجة التأهب، وفق ما تقتضيه الضرورة وإسناد للولاة مهمة تنفيذها بصرامة وحزم، إخضاع ولاية البليدة لحالة حجر صحي تام في البيوت مدة 10 أيام قابلة للتمديد حسب الظرف، وتكون الخرجات الاستثنائية طيلة الحجز ساري المفعول مرخصا بها من طرف السلطات المختصة من درك وأمن. أما الإجراء الجزئي الذي يشمل ولاية الجزائر أيضا فيفرض حجرا من الساعة السابعة مساء إلى السابعة صباحا، وقد يتم تعميمه ليشمل باقي الولايات التي تعرف إصابات بفيروس «كورونا» تحددها وزارة الصحة المكلفة بتطبيق نظام الوقاية عبر الوطن.
هي تدابير لابد منها، بحسب ما رصدته الوزارة، التي جهزت طاقمها الصحي وآليات المراقبة الصحية عبر الحدود والمطارات والموانئ، وحددت المستشفيات المرجعية للتكفل بالحالات المشبوهة والقادمة من بلدان عرضة للوباء التاجي الخطير.
يحدث هذا في ظل حملة تحسيس مستمرة، انخرط فيها مختلف الفاعلين يناشدون المواطنين بالمكوث في المنازل وتحاشي الخروج دون سبب وهذا لمنع انتشار فيروس «كورونا».
يتزامن هذا مع تواصل تنصيب خلايا اليقظة والاستماع والاتصال الكبير على الخط الأخضر 3030 المنجز على مستوى وزارة الصحة للاجابة على استفسارات المواطنين وإطلاعهم بالخطوات الأنسب للوقاية من الوباء، باعتماد أبسط سلوك لكن اكبرها قيمة صحية على الاطلاق.
هي حملة تطمئن المواطنين بأن مواجهة وباء «كورونا» يتم بالوقاية كخيار وحيد، في غياب أي دواء أو لقاح. وتؤكد التجند لتوفير المستلزمات الصيدلانية والوقائية في هذا الظرف الاستثنائي، الذي يتطلب من المواطن التحلي بروح المسؤولية واتباع تدابير الاحتياط والتأهب بدل السقوط في التهويل المروج من أناس لا ضمائر لهم، غايتهم ركوب موجة الإشاعة والمضاربة باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي.
خيارات حتمية
بقلم: فنيدس بن بلة
23
مارس
2020
شوهد:912 مرة