متابعة للإجراءات الاحترازية ضد وباء كورونا، المعروضة، أمس، أمام مجلس الوزراء، حرص رئيس الجمهورية على التأكيد أن وزارة الصحة هي الجهة الوحيدة المخولة لإعطاء أرقام حول حصيلة الإصابات بالفيروس التاجي وقدرات الكشف والتشخيص، بالتنسيق مع وزارة الاتصال، دون السماح بأيّ تطاول ومضاربة في الإحصائيات من قبل عديمي الضمائر وتجار الأزمات الذين يعيشون دوما على التهويل.
استنكر الرئيس، الذي أشاد بدور المصالح الصحية والأطراف الفاعلة التي انخرطت في نظام اليقظة والتأهب محسسة بجدوى التدابير الوقائية، استنكر الأقلام والأصوات التي تبث من خلال التهويل المقصود التشكيك في القدرات الوطنية في التكفل بمواطن محتار ويتطلع بشغف للسلامة الصحية الوجه الآخر للأمن الوطني والتماسك الاجتماعي والاستقرار.
اتضح هذا بعد تمادي أقلام وأصوات تروج بلا انقطاع لمغالطات عن «كوفيد-19» بالجزائر، الحريصة على إطلاع مواطنيها بأدق التفاصيل عن مجريات انتشار الوباء عبر تقارير يومية وما يتبعه من تدابير ترفع من سقف التأهب والتصدي لأخطر فيروس لا دواء ولا لقاح له في الظرف الراهن، سوى الإلتزام بالتدابير الوقائية. وهي إجراءات سارعت السلطات العمومية إلى اعلانها في وقت مبكر منذ ظهور كورونا في منطقة ووهان الصينية.
منذ أولى الخطوات تم التأكيد على حملات التحسيس والتعبئة ومناشدة المواطن المتردد بالانخراط في المسعى دون ترك نفسه عرضة للخطر الداهم ومضاعفاته.
حرصت البلاد على هذا الأمر، باعتماد جملة من التدابير الاحترازية يجري تجسيدها في الميدان،منها تعزيز الرقابة الصحية بالحدود والمطارات والموانئ، وتحديد المستشفيات المرشحة لتحويل عدد من أسرتها الى أسرة إنعاش عند الضرورة القصوى، في ظل تصاعد عدد المصابين، مع توفير التجهيزات اللازمة لضمان التكفل الصحي وزيادة قدرات الكشف والتشخيص باستعانة معهد باستور بمخبري وهران وقسنطينة بعد تجهيزهما، مثلما أورده العرض المفصل لمجلس الوزراء.
هذه المعركة المفتوحة على وباء كورونا، تكسب الرهان بتجاوب المواطن وانسياقه وراء تدابير الوقاية ورفع درجة اليقظة والاستنفار، وتحلّيه بروح المسؤولية والانضباط والالتزام بشروط الأمان دون الاستخفاف بالخطر، طالما أن المسألة تتعلق بحياته وسلامة أمة بأكملها.
لهذا انصبت حملات التعبئة، التي تتولاها أكثر من هيئة فاعلة، على هذا الجانب الحيوي ببذل أقصى جهد لاستمالة المواطن والدفع به إلى تبنّي رأي الطب ومنطق العقل في التصدي لوباء معدٍ وتحوله إلى شريك كامل في معركة الحياة.
إنها مقاربة اعتمدها الإعلام الوطني الذي فرض نفسه طرفا مؤثرا في مرافقة الجهد الصحي،مبرزا احترافية لها قاعدتها ومهارتها في جذب المواطن نحو أفضل الطرق وأكثرها وقاية من داء كورونا الذي فرض حالة طوارئ في كل جهات المعمورة.
حقائق ومسلمات
بقلم: فنيدس بن بلة
22
مارس
2020
شوهد:883 مرة