في ثاني خطوة من التعبئة العامة لمواجهة فيروس "كورونا" الذي أودى بحياة شخصين، اتخذت الجزائر تدابير وقائية رافعة من سقف التحدي إلى الأعلى حسب ما اقتضاه الظرف والتطورات المتسارعة التي أدت بعواصم العالم إلى اتخاذ إجراءات جذرية، حد غلق الحدود ووقف الرحلات الجوية وعزل مناطق بأكملها تفاديا للوباء عابر القارات والأوطان.
في هذا الجو المشحون الذي زادته توترا حالة التهويل المتداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بنشر معلومات مفبركة عن «كوفيد-19»، تواصل البلاد حملة التحسيس مطمئنة بأن نظام اليقظة والوقاية يسير على أحسن حال وبأن التعليمات التي أعطيت للسلطات الصحية والجماعات المحلية تطبق بصرامة حفاظا على درجة الحيطة والتعبئة للتصدي لأي انتشار محتمل لفيروس كورونا، مثلما شدّد عليه اجتماع المجلس الأعلى للأمن في بداية االحديث عن الوباء المعدي بمقاطعة ووهان الصينية ومضاعفاته وتداعياته الخطيرة على سكان المعمورة قاطبة.
من هنا جاءت إجراءات رفع مستوى التأهب بإغلاق المدارس، الجامعات والمعاهد ووقف كل أنشطة مهما كان نوعها وطبيعتها وكذا وقف الرحلات الجوية باتجاه دول اخترقها الفيروس بكثافة وفرض حالة طوارئ قصوى.
تأتي هذه الإجراءات تكملة لتعليمات سابقة وأوامر تقضي بتعزيز المراقبة والأمن على مستوى المطارات والموانئ والحدود البرية، وتدعيمها بكاميرات حرارية، وتجهيز أماكن الحجر بالمؤسسات الاستشفائية إلى درجة يشعر كل مصاب فيها بأنه محل تكفل ورعاية صحية تامة.
وترافق منظومة الترصد والإنذار، حملات تحسيس تقوم بها وزارة الصحة باستمرار، تطبيقا لتعليمات منظمة الصحة العالمية، مشددة على التعاطي مع الداء بهدوء واتباع احتياطات النظافة السامحة بمواجهته والوقاية منه، دون السقوط في التهويل.
من حملات التعبئة تأكيد أهل الاختصاص المجندين في الرد على أي استفسار عبر الرقم الأخضر 3030، بأن وباء «كوفيد-19» ليس خطيرا وقاتلا أكثر من غيره من الفيروسات، لكنه يتميز عنهم بسرعة الانتشار وقوة اختراق كافة بلدان المعمورة.
تحمل هذه الرسائل الموجه للمواطن تطمينات بأن الجزائر ليست لأول مرة تواجه وضعا مثل هذا وتتخذ تدابير الوقاية اللازمة في التصدي بنجاعة لفيروس معد، بالمنظومة الصحية المعتمدة لمحاربة الأوبئة كالكوليرا، الأنفلونزا الموسمية وغيرها. ومواجهة فيروس كورونا الآن تتم عبر نظام اليقظة والوقاية وتجند الفريق الطبي في الميدان ووضعه في حالة تأهب قصوى وكذا التمادي في عمليات التعبئة بالرد على تساؤلات المواطنين وشرح التدابير الاحتياطية للوقاية من الوباء المعدي.
وهي وقاية تمكن المواطن أن يكون شريكا في التصدي للوباء المعدي باعتماد أبسط سلوك مثلما توضحه ومضات إشهارية وملصقات تحمل قيمة صحية لا تقدر بثمن.