دخلت شبكات التواصل الاجتماعي على الخط في حملة التعبئة والتحسيس ضد وباء كورونا، الذي أحدث طوارئ وفرض حالة تأهب قصوى.
المفيد في هذه الفضاءات، أنها اختارت وظيفة توعوية تطمئن بالتدابير السليمة ضد الفيروس ولا تعتمد التهويل في تأدية الرسالة الإعلامية الحقة، مستندة لمهنية عالية وأخلاقيات ضمير لا تقبل المساس.
بهذا الأداء الذي ينم عن ضمير حي ويترجم حسا مدنيا عاليا، أظهرت شبكات التواصل، في غالبيتها، مسؤولية في توضيح المفاهيم والإشكاليات المؤثّرة لعامة الناس، بنقل المعلومة الدقيقة عن الفيروس والاحتياط في مواجهته بطرق بسيطة، لكن تحمل قيمة صحية لا تقدر بثمن.
بهذه المنهجية التي يروج أصحابها عبر وسائط اجتماعية لخطة عمل وقائية موجهة من السلطات المعنية وتوجيهات صحية لليقظة والوقاية، تبرز مكانة هذا النمط الإعلامي الحديث في مشهد الاتصال المتغير وتضعه شريكا في ترسيخ الوعي الجماعي والتقرب من مواطن ينتظر بشغف الأخبار التي تطمئنه وتنير له مخرج النجاة.
المتصفح للكثير من المواقع الافتراضية، تكتمل أمامه الصورة وتتضح معالم مشهد صنعته وسائط اجتماعية حريصة على إيصال المعلومة الدقيقة عن «كورونا» فور حدوثها ومن مصدرها.
إلى جانب الإعلام التقليدي، بشقيه المكتوب والسمعي البصري، يتقاسم الإعلام الرقمي مهام التعبئة ضد فيروس كورونا، بتوظيفه أدوات اتصال أكثر إثارة في نقل الخبر وإيصاله إلى أبعد مدى وجعله في متناول أكبر الجماهير في زمن قربت فيه التكنولوجيات الحديثة المسافة وكسرت حواجز الجغرافيا محولة العالم المترامي الأطراف الى قرية شفافة.
وسط هذا الزخم الإعلامي الكثيف، صار الكثير من المواطنين يتهافتون على مواقع الاتصال الرقمية ويتفحصون محتواها في أي وقت يريدونه، واختيار ما يرونه أنسب للحصول على المعلومة الوافية الوفيرة، تؤمنهم من خطر الإصابة بالداء.
الأكثر من ذلك، بات متيسّرا الدخول في نقاشات مفتوحة وتبادل الأفكار وتصحيح المغالطات ودعم ذلك بالصوت والصورة.
عبر هذه الفضاءات المتعددة، التي توفر خيارات لمتابعة آخر المستجدات عبر أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية بروح مسؤولة، بعيدا عن الأداء التسويقي البحت، أطلع المواطنون على ما قامت به الجزائر برفع مستوى التأهب ووضع جهاز شامل منذ بداية السنة لمواجهة «كوفيد-19» الذي انتشر بسرعة البرق وأحدث طوارئ بعواصم العالم.
ويتابع المواطنون تقارير يومية من وزارة الصحة عن حالات الإصابة بالفيروس بشفافية، واضعين ثقة كلية في جهاز الوقاية المنصب منذ 23 جانفي الفارط للتصدي لأي طارئ محتمل يؤثر على المنظومة الصحية، مهما بلغت درجة حدته.