في كل الظروف الصعبة التي مرت بها الجزائر، يبرز الجيش الوطني الشعبي دوما، رقما أساسيا في معادلة الاستقرار الوطني، مؤديا بوفاء مهامه الدستورية، لاعبا أولى الأدوار في الخروج من تعقيدات الأزمات والطوارئ.
أدى الجيش هذا الدور الريادي باحترافية ومسؤولية، مترجما عقيدة اعتمدها، استنادا الى مرجعية نوفمبر، بوصلته التي لا تخطئ الهدف، مرافقا الشعب في بلوغ الانفراج، مطبقا القاعدة المقدسة التي تجمعه معه وفق علاقة ديالكتيكية مجسدة في الميدان.
إنها العلاقة التي حملت مدلولا ومعنى عند ترديد المواطنين عبر مختلف جهات القطر عبارة حملت في القلب ورسخت في الذاكرة: «جيش شعب، خاوة خاوة»، التي أبطلت مفعول أخطر مؤامرة استهدفت الدولة الوطنية وعمق نظامها الأمني وسيادتها، التي أعطت درسا لتجار الأزمات وأفشلت مخططاتهم في المساس بالأمن والسلم الوطنيين.
يتذكر الجميع أصدق صورة ماثلة للعيان، تتمثل في التزام المؤسسة العسكرية بمرافقة «الحراك» الشعبي ومطالبه المشروعة في الخروج من أخطر أزمة سياسية عرفتها البلاد والبقاء عند تعهداتها بتأمين الانتخابات الرئاسية وجعلها محطة انطلاق نحو التغيير لاستكمال مشروع الدولة الحديثة.
أمام التهديدات المحدقة بحدودنا جراء هشاشة الوضع الأمني بدول الجوار والاضطرابات والمواجهات المسلحة، يبرز دور الجيش الوطني الشعبي ويكبر في رفع التحدي، مما يستدعي تزويده بعتاد نوعي وتدريب محكم تحسبا لأي طارئ. هذا ما شدّد عليه الرئيس تبون خلال زيارته، أمس، الى مقر وزارة الدفاع الوطني، منبها إلى خطورة تدفق الأسلحة وانتشار شبكات الإرهاب والجريمة المنظمة في دول الجوار والساحل.
أظهر الرئيس في مخاطبته قادة، إطارات وأفراد الجيش، قوة المعادلة الأمنية في مخطط العمل لإقرار تغيير جذري يقوي دولة المؤسسات ويعزّز وظائف سلطاتها والممارسة الديمقراطية، مراهنا على جاهزية العتاد العسكري وتحديثه لمواجهة أي تهديد محتمل مهما كان حجمه ونوعه.
إنها حرب استباقية، جيشنا مهيأ لمواجهة تهديداتها، اعتمادا على مدارس عليا تخرّج كفاءات ونخباً أثبتت حضورها وفعاليتها، حيثما احتاج الوطن إليها. والتقارير اليومية عن أنشطة مفارز الجيش في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة تثبت بالملموس ما توصلت إليه وحدات المؤسسة العسكرية، لاسيما المرابطة على الحدود، من مستوى حماية الوطن المفدى، متجاوزة تحديات الطبوغرافيا وصعوبات التضاريس.
الحرب الاستباقية إستراتيجية اعتمدها الجيش الوطني الشعبي، أثبتت جدواها في الميدان في أكثر من مرة وموقع، مؤكدة للمغامرين وأصحاب النوايا السيئة، أن منشآتنا خط أحمر، وحدودنا لا تقبل المساس، وأن حماية الأمن الوطني والوحدة الترابية فرض عين، وتيقنتورين عبرة لمن لا يعتبر.