عاد اللواء شنڤريحة إلى الرّباط المقدّس بين الجيش والشعب، والتلاحم المرسخ بينهما المعزّز عبر مختلف المراحل التي مرت بها الجزائر، وظروفها الصعبة التي قطعتها بتحدّ إلى بر الآمان. هي تحديات لعب فيها الجيش والشعب الدور البارز باعتبارهما الرقم الأهم في المعادلة الوطنية، ضاربين المثل في الوفاء للوطن ومواجهة الأخطار والتهديدات، مشكّلين جبهة صلبة لا تسمح بالاختراق والمساس.
توقف اللواء مطوّلا، خلال زيارة العمل والتفتيش إلى الناحية العسكرية الرابعة بورقلة، وهو يتفقد أفراد الجيش الوطني الشعبي والوحدات المرابطة بالحدود، عند هذه المسألة التي تعدّ مصدر قوة للبلاد وأساس وحدتها الترابية وأمان سيادتها الوطنية، ضاربا المثل بمحطات منيرة في تاريخ الجزائر القريب والبعيد. وبفضل هذه العلاقة الديالكتيكية بين الجيش والشعب، تجاوزت البلاد أزمتها الدستورية، مقدمة النموذج الحي في إدارة الأزمات وتسيير الطوارئ، اعتمادا على الذات دون اتكالية.
لأول مرة في البلاد، تنظم انتخابات رئاسية وفق خصوصيتها دون الاعتماد على أية شراكة خارجية، أو ملاحظين، جاعلة من الاستحقاق، محطة فاصلة لاستكمال الدولة الوطنية الحديثة، المتفتحة على روح العصر ولا تقبل التنازل عن أصالتها وهويتها ومرجعيتها. إنها محطة تغيير يرافقها الجيش عن قرب مساهما في إيصال البلاد الى برّ الأمان. كيف لا، وهو الوفي لمهامه الدستورية والوعود التي قطعها بأمن وأمان متخطيا تحديات المرحلة الراهنة، واضعا معالم المستقبل الواعد لجزائر أقسمت أن تكون على عهد الشهداء سائرة، ومن بيان نوفمبر مرجعية تعتمدها وتتخذ منها بوصلة في أحلك الظروف وأشدها. هي محطة أيضا شارك في تخطيها الشعب الذي اقتنع بشكل راسخ بأن هذا الوطن المفدى لا بد أن يبقى واقفا، يقاوم مؤامرات الداخل ومناورات الخارج بأقصى درجات النضال، جاعلا من متاعب الظرف وهموم المرحلة، قوة انطلاق نحو الأحسن دون السقوط في اليأس والسماح بحدوث أي اضطراب أو اختلالات في عمق منظومته الدفاعية والأمنية.
وضع الشعب ثقة في الجيش منذ أولى المسيرات السلمية، تصدى لحملات عدائية روّجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محاولة يائسة بكل الأساليب ضرب الوحدة الوطنية والمساس بالسيادة، رافعا شعارات تشدّد على قدسية العلاقة مع الجيش، هاتفا بملء الفم «جيش شعب خاوة خاوة».
هذا الشعار يقدم إجابة كافية شافية عن مسار التغيير المنشود والإصلاحات العميقة التي هي محل الاهتمام والرعاية لعلاج اختلالات منظومة سياسية وأسلوب حكم وخيارات اقتصادية وبدائل استراتيجية لا تقبل الانتظار.
إنها جزائر يبرز فيها دوما، مدلول التوافق بين الجيش والشعب ورسالته القوية المعززة للوحدة الوطنية والرابطة المقدسة اليوم وغدا.