من أجل الجزائر

بقلم: فنيدس بن بلة
11 ديسمبر 2019

تنظم وفق المواصفات الجزائرية وتعد محطة مفصلية لورشات الإصلاح والتقويم في الجزائر الجديدة، التي يتطلع إليها أبناؤها المخلصون بحرقة وشغف، آملين في تحقيق التغيير الجذري لمنظومة الحكم والسياسة والاقتصاد تستند إلى رؤية استشرافية، تحدد موطن القوة وتوصي بإصلاح الخلل قبل الطارئ والأزمة. هذا ما يمكن إعطاؤه عنوانا للاستحقاق الرئاسي اليوم. وهو استحقاق يحمل العلامة الجزائرية الخالصة، بعيدا عن أية شراكة أجنبية.
المواصفات الجزائرية في الاقتراع، الذي يعد مخرج النجاة الحتمي للبلاد، تظهر لمتتبع الشأن الوطني والمحلل السياسي، تحددها مؤشرات ودلائل لأول مرة في الجزائر، ممثلة في السلطة المستقلة التي تتكفل بهذه المهمة التاريخية وتحرص على تأديتها بجدارة وفي أحسن الظروف من بداية العملية إلى نهايتها، فارضة نفسها طرفا وحيدا في اللعبة السياسية رافعة التحدي، مسوقة صورة الجزائر الحقيقية: جزائر الانتصارات التي تجعل من الصعوبات والمتاعب قوة انطلاق نحو الأنجع والأقوم ولا تستسلم لليأس والفشل. جزائر تحول المستحيل إلى ممكن في مسيرة استكمال إقامة الدولة الوطنية، متخذة من مرجعية نوفمبر خارطة طريق للحاضر والمستقبل.
هذا المفهوم الإبستيمولوجي، تضمّنه الخطاب السياسي في أبعد مداه وأوسعه، سواء في دوائر الحكم أو في التنظيمات الحزبية والمنظماتية أو المجتمع المدني، مروّجا لعهد آخر من البناء الوطني أكثر تأقلما مع الراهن وأقوى تطلعا للآتي في عالم القرية الواحد الشفاف.
كما تضمن خطاب المترشحين هذا التوجه، وترجمته بأمانة في الميدان برامجهم الانتخابية التي اتسمت هذه المرة بالواقعية في مخاطبة مواطن لم يعد يقبل بالوعود ويرفض تلك الصورة التي تجعل منه مجرد «ورقة انتخابية عابرة»، توظف عند الاقتراع لاستمالته وتتركه وشأنه بعدها غارقا في همومه وكوابيس الحياة اليومية وإكراهات الظرف المعيشي.
رأينا الوجه الآخر للمعادلة السياسية التي احترم فيها المتنافسون الخمسة قاعدة اللعبة والتزموا بأخلاقيات الممارسة الانتخابية، مراهنين على إشراك المواطن في بناء الجزائر الجديدة التي هتفت بها الحناجر في مسيرات سلمية متعاقبة وكانت إحدى أبرز المطالب الشرعية، مؤكدين أن التغيير المنتظر يأتي عبر الصندوق وليس بالعزوف وإدارة الظهر لمسار التحول وتطبيق القاعدة السلبية: «أنا غير معني» أو «تخطي راسي».
وعزز هذا التوجه موقف النخب المعبّر عنها في المنابر الإعلامية والفضائيات وشبكات التواصل، التي لم تبقَ على الهامش تتفرج، فاختارت السير مع الركب مرافعة لمشاركة قوية في الاقتراع المصيري، اليوم، مؤكدة أن 12 ديسمبر لابد أن يكون عنوانا للتغيير والإصلاح. وأن «البازل» تكتمل صورته وتعطي للعملية الإنتخابية قوتها ومعناها باندماج الشباب المطالب بالتغيير في الحركية والذهاب فرادى وجماعات للتصويت من أجل الجزائر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024