10 مليار دولار تخسرها دول المنطقة بسبب تعطّل هذا المسار
تحل اليوم الذكرى 29 لتأسيس اتحاد دول المغرب العربي، ففي مثل هذا اليوم من سنة 1989 وقّع قادة الدول المغاربية على اتفاقية مراكش التأسيسية لهذا الفضاء إلا أنه وبعد مرور أكثر من ربع قرن على هذه الاتفاقية لم يستطع هذا المسار الاستجابة بعد لتطلعات حوالي 100 مليون نسمة من السكان المغاربيين والذين يتساءلون الى أين وصل حلمهم في رؤية اتحاد دول المغرب العربي حقيقة ملموسة ؟ وهو تساؤل ضمن أخرى كثيرة طرحتها جريدة الشعب على الدكتور سعيد مقدم، الأمين العام لمجلس الشورى المغاربي بمناسبة الذكرى 29 لاتفاقية مراكش وقراءته للرسالة التي بعث بها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة الى القادة المغاربيين بمناسبة هذه الذكرى.
في قراءة لمضمون الرسالة، حيّا السعيد مقدم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على هذه الرسالة التي قال أنها عبرت عن مدى تمسكه ببناء الاتحاد المغاربي وبيّن من خلالها ان الجزائر تعتبره أكبر من مشروع اندماج ولكن مشروعا حضاريا واستراتيجيا وأضاف مقدم أن توجيه الرسالة الى كل القادة المغاربيين تحمل دلالات مهمة مفادها أن هذا الصرح يبنيه الجميع، كما اشار الامين العام لمجلس الشورى المغاربي ان هذه الرسالة بالمناسبة أصبحت تقليدا راسخا في السياسة الخارجية الجزائرية مضيفا أن هذا التقليد يستمد جذوره من تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية فحزب شمال افريقيا وكل احزاب الحركة الوطنية الجزائرية كانت مؤمنة بهذا البعد وأضاف أن اجتماع طنجة سنة 1958 أكد أن حلم الاتحاد المغاربي حلم راود قادة وشعوب المنطقة وهم في خضم الوطأة الاستعمارية وكفاحهم المشترك ضدّها وفي هذا الصدد قال السعيد مقدم أن رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى 29 لتأسيس الاتحاد المغاربي تؤكّد أن هذا البعد من المبادئ الراسخة والاهداف الثابتة مضيفا ان الرسالة حملت ردا واضحا على بعض الاراء التي تتهم الجزائر بالتخلي عن هذا الحلم بينما جاءت الرسالة لتؤكد ان الجزائر متمسكة بهذا الخيار.
اما عن الوضع الذي يعيشه هذا المسار، لم يخف السعيد مقدم أن المشروع يراوح مكانه واضاف انه ورغم قيام كل المؤسسات الاتحادية إلا انها بقيت عاجزة عن أداء مهامها السامية وردّ ذلك الى عدم قدرتها على التكيف مع التطورات التي طرأت منذ 29 عاما على تأسيسها وفي هذا الصدد قال مقدم أن المسار يحتاج الى وقفة تقييم متأنّية ولكن ليست بطيئة لأن الوضع - حسبه- لم يعد يحتمل المزيد من التأخير وهنا ذكّر أن مجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي لم يلتئم منذ 2014.
أما عن الخطوات الكفيلة بتفعيل هذا المشروع الاندماجي، اعتبر الدكتور مقدم ان البداية تكون بالجلوس الى طاولة الحوار والتشاور لإيجاد الآليات الكفيلة بدفع وتيرة الاتحاد ومن أهمها - حسبه - ضرورة مراجعة الوثيقة التأسيسية للاتحاد التي ناهز عمرها 29 عاما وهي احدى القرارات العقلانية لخدمة الشعوب المغاربية ومجابهة التحديات التي تعترض المنطقة ومنها الهجرة غير الشرعية، الارهاب، المخدرات وكذا عودة الارهابيين من بؤر الحروب والنزاعات.. الخ كما دعا مقدم الى اعادة النظر في آليات التصويت في هياكل الاتحاد التي لا تزال تخضع لمبدأ الاجماع، كما دعا الى ترقية مجلس الشورى الى برلمان مغاربي.
أما عن التكلفة الاقتصادية لتعطل المشروع المغاربي قال مقدم أنه يكفي ان هذا الفضاء يخسر سنويا 10 مليار دولار بسبب ما أسماه بتكلفة (اللا مغرب) وهذا ناهيك عن الجانب الايكولوجي مذكرا أن 80 من المائة من اراضي الفضاء المغاربي معرضة للتصحر.
في الأخير دعا السعيد مقدم، الامين العام لاتحاد مجلس الشورى المغاربي الى تفضيل المقاربة التنموية الاقتصادية في هذا المسار والعمل على انشاء مناطق للتبادل الحر وكذا العمل على تقريب الاقتصادات المغربية من بعضها مع العمل على تشجيع تنافسيتها.