عميـد كلية الطب بجامعـة تلمسان.. أبي عيـاد شكيب لـ«الشعب»:

مطالبُ طلبة الطب جرى التكفل بها على نحو مثالي

أجرى الحوار: سفيان حشيفة

ميزانية 2025 تتضمن مخصصات لـشراء معدّات تكويـن الطلبـة

أكد عميد كلية الطب بجامعة أبو بكر بلقايد في تلمسان، البروفيسور أبي عياد شكيب، أن كل مطالب طلبة العلوم الطبية تمّ التكفل بها على نحو مثالي من طرف السلطات الوصية، في حين ستتابع الكليات الدراسة واستدراك التأخير ابتداء من 05 جانفي 2025. كما أوضح البروفيسور أبي عياد شكيب في حوار مع «الشعب»، أن فتح ملحقات الطب الجديدة ببعض ولايات الوطن أتى كاستجابة للطلب من جهة، وبغرض تخفيف الأعباء على الطلاب وأهاليهم من جهة أخرى.

الشعب: كيف عززت وزارة التعليم العالي مجالي التكوين والتدريبات اللازمة في المستشفيات، حتى ينعكس ذلك إيجابا على جودة المسار العلمي والتعليمي؟
البروفيسور أبي عياد شكيب: لا يخفى عليكم أن الوصاية شرعت منذ ست سنوات في إعادة هيكلة برامج التكوين في العلوم الطبية، وهي عملية تستهدف تحسين جودة المقررات الدراسية، وتحيين التكوينات بما يتلاءم مع التطورات العلمية العالمية، وكذا طبيعة المعارف اللازمة لمزاولة مهنة الطب، ويمكن الاستشهاد بإعداد دفتر الطالب وفق نموذج وطني، ويتضمن ذلك أيضا التكفل بالطلبة على مستوى المؤسسات الاستشفائية من حيث الأحجام الساعية الضرورية كأعمال تطبيقية ميدانية، وانخراط وزارة الصحة بكل فعالية في هذا المسعى.
تُضاف هذه الجهود إلى حزمة جهود أخرى تستهدف رفع مستوى التكوين، من ضمنها إجراءات الاعتماد على مستوى وزارة التعليم العالي، التي هي في مرحلتها الثانية، وفي ما يخصّ جامعة تلمسان، استقبلت الكلية لجنة الخبراء في مرحلة أولى ونتحضّر للمرحلة الثانية، حيث نطمح إلى رفع التّحدّي وضمان الحصول على الاعتماد.
هناك مساعي أخرى تتمثل في تشجيع المؤسسات الجامعية على اقتراح تخصصات في نظام «ال.ام.دي» تسمح لطلبة العلوم الطبية باكتساب مهارات مزدوجة أو إثراء المعارف المتخصّصة مع ميادين علمية مهمة لمتعاملي العلوم الطبية، وكذا التفكير في تعزيز وتطوير تخصصات جديدة مثل طب الطوارئ.

-  فتحت السلطات العمومية العديد من الملحقات الطبية في ولايات مختلفة شمالا وجنوبا، ما تقييمكم لهذا الإجراء؟
 جاء فتح ملحقات الطب ببعض الولايات استجابة للطلب من جهة، وبغرض تخفيف الأعباء على الطلبة وأهاليهم، ومن جهة أخرى يستهدف هذا الإجراء المساهمة في ضمان التغطية الصحية ببعض المناطق عبر توطين التكوين الأساسي فيها، وقد أنشأت الوصاية لجنة خاصة بمتابعة هذا الملف عن قرب من حيث الهياكل والمتابعة البيداغوجية والهياكل الاستشفائية، والقيام بعملية تقييم شامل وموضوعي وعقلاني تنتج عنه قرارات تخص استمرار التكوين بها من عدمه، أو الاكتفاء بالمسار ما قبل العيادي وغيرها.
هذه الدراسة الشاملة ستضمن مشاركة عدة فاعلين في مجال الصحة: الكليات، قطاع الصحة، السلطات العمومية، المجتمع المدني وكل الفاعلين ذوي الصلة.

-  سعت الوزارة الوصية إلى توفير مقاعد بيداغوجية في التخصصات الطبية بالمقدار الذي يفي بالطلب عليها، إلى أين وصلت هذه الجهود في تقديركم؟
 مسألة تحديد المقاعد البيداغوجية الخاصة بتخصصات العلوم الطبية تتوقف على مجموعة معايير، من ضمنها الحاجة الوطنية في مجال التغطية الصحية، وكذا حجم الطلب، وأيضا عدد المقاعد البيداغوجية التي تمثل طاقة المؤسسات الجامعية؛ وقد باشرت وزارة التعليم العالي في إعداد حوصلة شاملة حول التعدادات وربطها بالتكوين، وتم الاتفاق على الأعداد التي سيتم تسجيلها العام المقبل بحول الله.
لقد أرسلت الكليات طاقاتها الاستيعابية وهي التي تم اعتمادها للعام الدراسي المقبل، كما تم تبليغ جميع الفاعلين بما فيهم ممثلي طلبة العلوم الطبية بهذه الإحصاءات.
كما قامت الوصاية بدعم من أعلى السلطات برفع عدد المناصب المخصصة لمسابقة الطب الإقامي، وهناك اتجاه للحفاظ على هذا المنحى التصاعدي بما يضمن التغطية الصحية المثلى للمواطنين، وتعزيز بعض التخصصات التي تعاني من نقص واضح، مثل طب النساء والتوليد، والإنعاش، والأشعة، ما سيسمح بتحقيق الأمن الصحي الذي هو هدفنا جميعاً.

- ماذا عن تحسين الظروف المادية لطلبة الطب والأطباء في المؤسسات الاستشفائية العمومية؟
 لقد جرى التكفل بهذا الموضوع على أكمل وجهٍ، فعلاوة على ميزانية 2025 التي تتضمن مخصصات لشراء معدات التكوين لفائدة طلبة طب الأسنان خاصة والعلوم الطبية عامة، تم استحداث فصلين في الميزانية خاصين بالمستهلكات، مما سيتيح للكليات ضمان كل الوسائل اللازمة للتكوين الجيد.
وفي كلية الطب بتلمسان، تم إطلاق العملية فور إعلان الوزير عن هذا القرار. واستباقًا لهذه الخطوة، بادرنا إلى إجراء مناقشات مع مسؤولي المستشفى الجامعي ومع المراقب المالي لتسهيل منح هذه المنحة.
من جهة أخرى، جرى تعديل النصوص القانونية بما يسمح بتعويض الطلبة عن الحصص الميدانية في المؤسسات الاستشفائية باعتبارها تربصات ميدانية، وقد استلمت المؤسسات الجامعية الأغلفة المالية اللازمة في انتظار استكمال الإجراءات الإدارية لتسوية مستحقات الطلبة؛ كما أن مقترح مراجعة المنحة الجامعية تم إعداده بصفة نهائية وهو على مستوى السلطات العمومية لاتخاذ ما يلزم من تدابير.

-  حدّثنا عن مستجدات مطالب طلبة العلوم الطبية؟ وهل من إضافة أخرى في هذا الخصوص، تفضلوا بها؟!
 لابد من الإشارة إلى أن كل مطالب طلبة العلوم الطبية تمّ التكفل بها على نحو مثالي، حيث تم تفعيل عملية التوثيق، وتعليق العمل ببعض الإجراءات البيداغوجية وغيرها كثير من الإجراءات والقرارات التي شكلت محور المطالب.
ومن الضروري أيضاً التنويه بالشّرَاكة الفعّالة بين مختلف القطاعات للتكفل بموضوع التكوين في العلوم الطبية وهي قطاعات التعليم العالي والبحث العلمي، والصحة، والصناعة الصيدلانية، والمالية، النقابات وممثلي الطلبة؛ وهو أمر من شأنه خلق إجماع حول إستراتيجية القطاع فيما يخصّ العلوم الطبية.
علاوة على ذلك، قمنا من جهتنا بإعداد رزنامة مضبوطة لمتابعة الدراسة واستدراك التأخير ابتداء من 05 جانفي 2025، مع توفير جميع الظروف اللازمة لاستعادة حيوية الكليات والمؤسسات الاستشفائية ابتداءً من هذا التاريخ.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19668

العدد 19668

الأربعاء 08 جانفي 2025
العدد 19667

العدد 19667

الثلاثاء 07 جانفي 2025
العدد 19666

العدد 19666

الإثنين 06 جانفي 2025
العدد 19665

العدد 19665

الأحد 05 جانفي 2025