يؤكّد مدير التّكوين المهني بولاية بشار نور الدين عيمر في هذا الحوار الذي خص به “الشعب”، أنّ استلام المشاريع الموجودة قيد الإنجاز بالولاية، وكذا التجهيزات المبرمجة، سيساهم بقدر كبير في الرفع من قدرة الاستيعاب الحالية للمتكونين، ويرفع من عدد التخصصات المدرسة إلى أكثر من 90 تخصّص، وهو ما يعدّ مكسبا هاما للقطاع على مستوى الولاية، كاشفا على إعادة النّظر في الخريطة التّكوينية على المدى المتوسط بشكل يراعي النّشاط الصّناعي والخدماتي بالمنطقة حتى يكون العمل التّكويني ضمن الجهد العام للتنمية المحلية من جهة، ويضمن الديمومة والتنوع من جهة أخرى.
❊ الشعب: ما مدى تقدّم البرامج والإصلاحات الخاصة بمختلف المجالات التّكوينية المهنية والتّأهيلية؟
❊❊ نور الدين عيمر: إنّ قطاع التّكوين المهني بولاية بشار بوصفه أحد دعائم وركائز المنظومة التربوية، وبشبكة مؤسساته الحالية يعمل على توفير أكبر قدر من الفرص لفائدة شباب عاصمة الجنوب الغربي بشار في مختلف التخصصات، كما أنه يسعى إلى تطوير وتعزيز قدراته عن طريق إنجاز هياكل جديدة وبتجهيزات حديثة تتماشى مع التطور الاقتصادي، وتأطير بشري مناسب على مستوى كل الفروع المنتشرة بإقليم الولاية بحيث يتوفر على معهد وطني متخصص في التكوين المهني والتمهين بـ 300 مقعد بيداغوجي، تسعة (09) مراكز للتكوين المهني والتمهين بـ 2125 مقعد بيداغوجي، ثمانية (08) ملحقات لمراكز التكوين المهني والتمهين بـ 800 مقعد بيداغوجي وستة (06) داخليات بـ 500 سرير.
وبلغ عدد المتربّصين بالتّكوين المهني في مختلف أجهزة وأنماط التّكوين 8854 متربّص من بينهم 4051 متربّصة، أما فيما يخص التخصصات الموجودة بالمدرسة فهي كالتالي: التكوين الإقامي بـ 47 تخصص في 14 شعبة مهنية والتمهين بـ 77 تخصص في 16 شعبة مهنية.
أما فيما يخص التّجهيزات المبرمجة لسنة 2014، فهناك 23 تجهيزا ولسنة 2015 يوجد 44 تجهيزا. زيادة على ذلك فإنّ القطاع يقوم بالعديد من الإصلاحات التي من شأنها تسهيل ولوج الشباب عالم التكوين، ومرافقتهم لما يعج هذا المسار بالشراكة والتعاون مع مختلف الأجهزة التي وضعتها الدولة لتشغيل الشباب.
كما نعمل على تدعيم وتنويع فرص التكوين أمام الشباب من خلال مؤسسات جديدة وتخصصات حديثة تدعّم ما هو موجود، وتتماشى مع متطلّبات التّنمية المحلية.
❊ ما هي أهمّ الهياكل والمنجزات التي استفاد منها القطاع؟
❊❊ فيما يخص المشاريع قيد الإنجاز، فهي عديدة ومتنوعة نذكر منها المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني (البناء والأشغال العمومية)، مركز التكوين المهني بني ونيف الذي يفتح أبوابه للشباب شهر مارس 2015، مركز التكوين المهني بني يخلف، داخلية بمركز التكوين المهني والتمهين كرزاز به 5 نصف داخليات و15 مسكن.
وبخصوص المشاريع التي انتهت بها الدراسات ونحن في طور اختيار مؤسسات الإنجاز، معهد وطني متخصص في التكوين المهني (سياحة وفندقة) بني عباس، مركز التكوين المهني والتمهين أقلي، مع توسيع وتهيئة المؤسسات التالية منها لحمر تاغيت الواتة تيمودي تبلبالة كرزاز أولاد خضير،
وإعادة الاعتبار للمؤسسات التالية (الزاوي محمد، بلحاج قادة، دحماني سليمان التي تضرّرت من فيضانات 2008)، وإعادة الاعتبار للمديرية.
ونعمل جاهدين لإتمام كل المشاريع في آجالها التعاقدية، وفتحها أمام شبابنا الراغب في التكوين وضمان تكوين مناسب وفي المستوى، وتحقيق ظروف إقامة مواتية للمتكوّن والأساتذة، ونعمل في المستقبل على فتح تخصصات تتعلق بالفلاحة والبستنة والصناعات الغذائية حتى نضمن تكامل التخصصات في الولاية، زيادة على البناء والأشغال العمومية، وكذا السياحة والصناعات التقليدية.
❊ يعرف قطاع التكوين عزوف المتربّصين الرّاغبين في الحصول على شهادة تكوين وتمهين، كيف توضّحون ذلك؟
❊❊ المتتبّع لحال التكوين المهني والتمهين بالولاية وعلى غرار باقي الولايات، يرى أن المعطيات والأرقام لا تعكس الحال الحقيقي لمؤسسات القطاع بالرغم من تقديم تحفيزات وتوفير الوسائل المادية، بالإضافة إلى التأطير الذي عرف قفزة نوعية، بحيث لوحظ بعض العزوف عن عروض تخصصات البناء والفلاحة، وعلى الرغم من الطلب الكبير لسوق الشغل لهذه المهن، يعزف الشباب عنها سواء لعدم تأقلمهم معها أو لأنّهم يجدوها غير نظيفة أو قليلة المردودية بالنسبة لهم.
ولجلب أكثر عدد ممكن من الشباب والتكفل به في جهاز التكوين المهني، قام القطاع بعدة عمليات تمثلت بالخصوص في أبواب مفتوحة على مستوى المؤسسات التكوينية لتوجيه الشباب وعلى الخصوص أصحاب السنة الثالثة ثانوي نحو التكوين، المشاركة في الحصص الإذاعية بمعدل حصة كل أسبوع لمدة ساعة، مشاركة قطاع التكوين في كل المناسبات والتعريف بالقطاع من قبل كل المتدخلين في المنظومة التكوينية، تصوير مع التلفزيون حصصا على تراب الولاية تبرز المجهودات الولائية في تطوير التكوين خاصة بالدخول المهني، وكذا حول مؤسسات التكوين بالولاية، الإشهار عن طريق الملصقات في الأماكن العمومية ودور الشباب والمراكز الثقافية، وكذا عبر الأنترنيت
والصحف الوطنية والخاصة، تنظيم قوافل متنقلة إعلامية، يضاف إلى هذا السعي إلى إبرام بعض الاتفاقيات مع مؤسسات الإنجاز على المستوى المحلي للتكفل بحاجياتهم الآتية فيما يخص اليد العاملة المؤهلة من جهة، ومساعدة الشباب على تلقي تكوينات في مدة قصيرة في وسط مهني يساعدهم على الاندماج السريع في عالم الشغل من جهة أخرى. وكانت لنا مبادرة لتقديم تكوينات تأهيلية لفائدة الشباب التي استفادوا من قطع أرضية للاستصلاح عن طريق الامتياز، وهذا لمساعدة هؤلاء في طريقة استغلال منتوجاتهم وتأكيد وجود هذا التخصص بغية تعميمه.
لكن ما يجب التأكيد عليه، أنّ عزوف الشباب عن التكوين في بعض التخصصات وليس الكل، قد يكون ذلك راجع إلى عدم إدراكهم لفوائدها، أو عن الصورة النمطية التي لحقت بها كمهن متبعة وغير مربحة، وهذا غير صحيح تماما، وقد كان الفضل لجريدتكم التي كشفت للعديد من الشباب عن دور التكوين المهني .
❊ ما هي المشاكل التي يواجهها القطاع وتعترض طريقكم إلى النجاح؟
❊❊ رغم أنّنا حققنا بعض النجاحات لاسيما استقطاب الآلاف من الشباب لولوج عالم التكوين وفتح تخصصات جديدة، بقي المزيد من العمل قصد مواجهة بعض التحديات التي نعمل جاهدين قصد مواجهتها لفائدة أبنائنا، منها عزوف الشباب عن بعض التخصصات مثل البناء، الفلاحة والحرف التقليدية، فتح الفروع المنتدبة بالمناطق النائية لعدم توفرها على هياكل استقبال ملائمة، صعوبة فتح بعض التخصصات لعدم توفر مكونين في الاختصاص، ضعف طاقة استيعاب بعض الفروع المنتدبة الموجودة وانعدام المرافق المساعدة، وهذا ما نعمل حاليا على تداركه بمشاريع التوسعة وزيادة الهياكل، كما نعمل على فتح فروع خاصة بالمرأة الماكثة بالبيت في المناطق النائية والمعزولة.
❊ وما هي التّخصّصات التي تستقطب الشّباب؟
❊❊ على غرار باقي مناطق الوطن، فإنّ التخصصات التي تستهوي الشباب هي بالدرجة الأولى تقنيات الإدارة والتسيير والإعلام الآلي، محاسبة، تسير الموارد البشرية والذي استقطب العديد من الشباب، زيادة على المهن الأخرى المتعلقة بالخدمات، فضلا على المهن الإلكترونية في المستوى الخامس.
هذا رغم وجود بعض التخصصات التي من شأنها تلبية متطلبات الاقتصاد الوطني مراعاة للتطور العلمي والتكنولوجي، وتسمح للمتربصين بالظفر بمناصب شغل عن طريق أجهزة الدعم الموجودة.
كما أنّنا بصدد تحيين الخريطة البيداغوجية للقطاع بالولاية قصد وضع الخطوط العريضة لنشاطنا على المدى المتوسط.
❊ يعاني العنصر النّسوي من نقص مراكز التّكوين المختصّة، كما توجد تسجيلات محتشمة لهذه الفئة خصوصا بالمناطق النائية، كيف تفسّرون ذلك؟
❊❊ أولا يجب التأكيد أنه لا يوجد ما يعرف بمراكز متخصصة خاصة بالإناث إلا نادرا، ثم إن الأرقام التي أعطيت سابقا تدل بوضوح على عدم وجود عزوف لدى بناتنا لولوج عالم التكوين بل العكس هو الصحيح، ولقد وجدنا رغبة كبيرة لدى البنات لتلقي دروسا تكوينية في مختلف المجالات لاسيما في الوسط الريفي، وهذا ما نعمل على تحقيقه من خلال فتح فروع منتدبة في الوسط الريفي لمواجهة هذا الطلب المتزايد، وإقحام المرأة الريفية في الوسط المهني حتى تحقق رغبتها وبناء مستقبلها الذي يكفله الدستور.
❊ ولكن هذا لا يمنعنا من القول أنّ قطاع التّكوين المهني والتّمهين بعاصمة الساورة يعاني الكثير من الصعوبات؟
❊❊ يجب التأكيد في ختام هذا اللقاء أنّ قطاع التكوين المهني على مستوى الولاية، يعمل جاهدا على فتح تخصصات جديدة في كل مناسبة، ويبذل كل المجهودات لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب للاستفادة من حقهم في التكوين. وبالمناسبة فإنّ القطاع وضع بين أيدي أبنائنا بمناسبة الدخول الاجتماعي 2014 أكثر من 5850 منصب تكوين، في 42 تخصص يراعي كل المستويات والفئات، مع تسجيل 13 اختصاص جديد. كما أنّ الدولة بصدد تجهيز المؤسسات التكوينية بتجهيزات بيداغوجية حديثة تستجيب لتطلعات العصر.
ويجب الإشارة إلى أنّ استلام المشاريع قيد الإنجاز وكذا التجهيزات المبرمجة، سيساهم بقدر كبير في الرفع من قدرة الاستيعاب الحالية للمتكونين، ويرفع من عدد التخصصات بالمدرسة إلى أكثر من 90 تخصص، فهذا يعدّ مكسبا هاما للقطاع على مستوى الولاية بشار، وإنّنا كما وسبق نعمل على إعادة النظر في الخريطة التكوينية على المدى المتوسط ومراعاة للنشاط الصناعي والخدماتي بالمنطقة حتى يكون العمل التكويني ضمن الجهد العام للتنمية المحلية من جهة، ويضمن الديمومة والتنوع من جهة أخرى.
ومن خلال جريدتكم نوجّه رسالة لكل الشباب الرّاغب في التكوين وكسب شهادة مهنية، فإنّ أبواب مؤسسات التكوين المهني ببشار مفتوحة لاستقبالهم، والأخذ بأيديهم ومرافقتهم قبل وأثناء وما بعد التكوين.