السفـير الفلسطينـي فايز أبو عيطـة لـ «الشعـب»:

الجزائر بالمرصــاد لجرائـم الصهاينة بمجلس الأمن

حوار: محمد فرقاني

اغتيــال هنية جـزء مـن وحشيـة الاحتـلال  والفلسطينيـون صامـدون

أكثر من 300 يوم من العدوان، وحرب الإبادة متواصلة ضدّ الشعب الفلسطيني الذي يجابهها بصمود وتحدّ لكيان همجي وحشي يتقوّت على دماء الأطفال والنساء، ولا يرعوي عن صناعة الأكاذيب أمام المحفل العالمي، يحالفه من يتلبسون بـ«الإنسانية”، وهم أكثر من يدعم حرب الإبادة التي وصفها سفير دولة فلسطين لدى الجزائر فايز أبو عيطة - في هذا الحوار الذي اختصّ به “الشعب”  -  بأنّها أبشع عدوان شهدته البشرية، وما زاد من حجم الألم لدى الشعب الفلسطيني هو صمت العالم المخزي أمام جرائم الكيان التي طالت الفلسطينيين داخل وخارج الأراضي المحتلة..

-  الشعب: حرب الإبادة متواصلة، والاحتلال يمعن في جرائمه.. هل لكم أن تصفوا لنا الوضع الصحّي والإنساني في فلسطين وغزّة وفق آخر المستجدّات لديكم؟
 سفير دولة فلسطين: حقيقة، ما يحدث بالأراضي الفلسطينية وبالتحديد في قطاع غزّة، حرب إبادة بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى، وهناك عدوان همجي ومجازر إبادة جماعية ترتكب من قبل العدو الصهيوني بحقّ شعب أعزل، يقوم فيها جيش الاحتلال باستباحة وتدمير وقتل كلّ ما يستطيع، وبالتالي، يوم (الخميس المنصرم) بلغ عدد الشهداء 40 ألف شهيد، وعدد الجرحى ما يزيد عن 100 ألف جريح، وجلّهم يصنّفون في الإصابات الخطيرة التي لها علاقة بالبتر، وخطورة كبيرة على صحة ومستقبل المصابين.. ناهيك عن 20 ألف شهيد ما زالوا تحت الأنقاض.. عملية تدمير واسعة لكلّ مكوّنات ومقوّمات الحياة في قطاع غزّة.. الاحتلال يريد أن يقضي على كل أشكال الحياة في غزّة، حتى يصبح غير قابل للحياة، وحتى يضطر السكان للهجرة.. نحن نتحدّث عن 60 في المائة من المنازل تم تدميرها بشكل كامل، وأصبحت غير صالحة للسكن.. للأسف العالم كلّه يتفرّج، بينما يواصل الشعب الفلسطيني الصمود..
- الحصار الصهيوني وإغلاق كافة المعابر ومنع إدخال الإمدادات أدّى إلى تراكم مجموعة من الأزمات التي تهدّد حياة سكان غزّة بشكل كبير.. هل هناك بوادر لحلّ الأزمة الإنسانية على الأقلّ والسماح بإدخال المساعدات بشكل كاف؟
 هذا العدو المجرم سيطر على كلّ المنافذ لقطاع غزّة وكافة المعابر، وهو يريد أن يمنع إدخال المستلزمات الإنسانية للقطاع.. حتى الدواء، لا يصل قطاع غزّة، وجزء كبير من أهلها يموتون بسبب عم توفر العلاج المناسب.. مرضى السكري، مرضى الضغط، وحتى الأمراض البسيطة صارت مستعصية على الشفاء بسبب انعدام أيّ دواء، خاصة لكبار السنّ الذين أصبحوا شهداء الحصار، فمعدلات الموت الطبيعي، وبسبب الأمراض زادت في هذه الفترة بستة أضعاف عن الأعداد المسجلة في الظروف العادية.. حتى الماء.. تخيّل أنّ من يريد ماء عليه أن يبذل جهودا كبيرة في سبيل ذلك.. عليه قطع مسافات طويلة للحصول على كميات قليلة من الماء، وهذه في أغلب الأحيان، تكون غير صالحة للشرب.. المواطن الفلسطيني يعيش منذ ما يزيد عن 10 أشهر، في خيمة بالية لا تقيه حرّ الصيف ولا برد الشتاء.. في هذا الجوّ الحار.. تخيّل.. أسرة كاملة تعيش في خيمة لا تتجاوز مساحتها الـ20 أو 25 مترا دون أيّ مقوّمات للحياة.
- الاحتلال اغتال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وهذه ليست المرة الأولى التي يتجرّأ فيها على الاعتداء على سيادة الدول واغتيال القادة السياسيين والعلماء خارج التراب الفلسطيني..
الاحتلال يعتمد سياسة قديمة جديدة، والجميع يعلم أنّ القيادة الفلسطينية تتعرّض لعشرات عمليات الاغتيال في داخل الوطن وخارجه.. دعني أذكّرك بالشهيد خليل الوزير الذي استشهد في تونس في عملية اغتيال شارك فيها أربعة آلاف صهيوني حتى يطالوا من هذه القامة الكبيرة.. اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، جزء من الجرائم التي يقوم بها الكيان الصهيوني بحقّ الشعب الفلسطيني وحقّ قيادات الشعب الفلسطيني، وهي سياسة ليست جديدة والهدف منها القضاء على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني، ولكن كما قلت لك.. شعبنا صامد، وهذا قدره، وهو موجود على هذه الأرض ولن يبرحها ولن يفرط فيها، فهي أرض الآباء والأجداد.
- يقوم الاحتلال بحملة اعتقال واسعة في الضفّة الغربية وقطاع غزّة، ما هي آخر الأرقام المسجّلة لديكم، وهل هناك سبيل لإيقاف حملة الاعتقال التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني منذ الـ7 أكتوبر؟
 للأسف.. يتعرّض شعبنا المكافح لحملة اعتقال واسعة طالت الآلاف في الضفة الغربية وقطاع غزّة حتى أنّ عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال في العشرة أشهر الأخيرة، تضاعف ثلاث مرات، كان لدينا حوالي أربعة آلاف أسير في سجون الكيان الصهيوني، والآن لدينا ما يزيد عن الـ12 ألف سجين فلسطيني يعيشون ظروفا قاسية جدّا.. أنا أتحدث من منطلق أنّني أسير سابق، وعشت الظروف القاسية، ورغم هذا، لا يمكن مقارنتها مع الظروف التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون اليوم في سجون الاحتلال، فهم يتعرّضون لكلّ أصناف وأشكال العذاب.. اليوم تم تصفية أسرى في سجون الاحتلال، وبالأمس قام الاحتلال بعمليات تصفية ميدانية لأسرى بالسجون، بالإضافة إلى تعذيب وحشيّ وحياة لا يمكن وصفها..
- رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني السابق، محمد ابراهيم آشتية قال إنّ فلسطين تنسّق خطواتها بشكل “حثيث” مع بعثة الجزائر بالأمم المتحدة، لكن حتى الكيان يحاول إجهاض أيّ خطوة لصالح فلسطين، كيف يمكن أن تنجح فلسطين في الفوز بالمعركة الدبلوماسية؟
 الجزائر نجحت نجاحا استثنائيا في مجلس الأمن من خلال مثابرتها الدائمة والمستمر في تقديم مشاريع قرارات لإدانة كلّ ما يحدث من جرائم يرتكبها هذا الاحتلال المجرم، وهو ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية مرغمة للتصويت لصالح قرار تقدّمت به هي، نظرا لاستمرار الجزائر في تقديم مشاريع قرارت لصالح وقف العدوان الآثم على الشعب الفلسطيني، ناهيك على أنّ الجزائر حينما تقدّمت بمشروع قرار للاعتراف الكامل بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، حصل من خلاله المشروع على 14 صوتا مقابل صوت واحد رافض، وهو صوت الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا نجاح كبير للدبلوماسية الجزائرية، وهنالك توجيهات من السيد الرئيس عبد المجيد تبّون، وتوجيهات من السيد الرئيس محمود عباس، بالتنسيق والتشاور بين البعثتين الفلسطينية والجزائرية على أعلى المستويات فيما يتعلق بمشاريع القرارات التي تقدّم لمجلس الأمن، أو مشاريع القرارات التي تقدّم للجمعية العامة، وهنا أودّ أن أتقدّم بكلّ الشكر والتقدير والعرفان لدول الجزائر الشقيقة بشكل عام، وللسيد الرئيس عبد المجيد تبّون، هذا الرجل العربي المناضل الذي يؤمن بالقضية الفلسطينية ويعمل ليل نهار من أجل أن يقدّم لها كلّ الدعم، وهو يعلم أنّ الشعب الفلسطيني اليوم، والقيادة الفلسطينية محاصرة، وتمر بظروف خاصة، ولكنّه لا يألو جهدا في توفير كلّ أشكال الدعم السياسي والمادي والقانوني المعنوي.. شكرا للجزائر رئاسة وحكومة وشعبا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024
العدد 19543

العدد 19543

الثلاثاء 13 أوث 2024