الشّاعرة والإعلامية صورية حمدوش لـ “الشعب ويكاند”:

الكاتب ابن بيئته وعليه أن يعالج كل الظّواهر

حوار: أمينة جابالله

 الكتابـة الإبداعيـة هـي الرّئة الثّالثة

-  الشعب ويكاند: من خلال السّيرة الذّاتية الحافلة بالنّشاطات والمسؤوليات، هل يمكنك كشف الغطاء عن حصاد أعمالك الذي يبدو للوهلة الأولى دسما؟
الشّاعرة والإعلامية صورية حمدوش: بحمد الله، تمكّنت من إنتاج أربعة دواوين مطبوعة، هي: “أوراق من النّبض” في طبعتين واحدة بالجزائر وأخرى بالقاهرة، “بين فتق الجراح ورتقها” طبعة جزائرية، “دياجر الغياب”، طبعتين مصريتين، ولي مشاركة بـ 16 موسوعة عربية وعالمية، وبحكم تجربتي في التنشيط الإذاعي والتلفزي قدّمت أكثر من 100 حوار مع شخصيات ثقافية بين الأدب والرسم والسينما بين حوار تلفزيوني واذاعي وصحافة مكتوبة. في معظم الجرائد والمجلات العربية، وأيضا أجريت معي حوارات بوسائل الإعلام السمعي البصري والمكتوب بكل من تونس، لبنان، مصر، العراق، فلسطين، الأردن، وأيضا محطات عربية بأوروبا.
-   بين الكتابة الصّحفية والكتابة الشّعرية، أين تجد نفسها صورية حمدوش أو بمعنى أصح أيّهما الأقرب إلى القلب؟
 الكتابة بالنسبة لي أكسجين أو لنقل إنّها الرّئة الثالثة بدأت في طفولتي بالشعر واستمر معي كصديق حميم يحتضنني في كل أحوالي، وبمرور الوقت واكتمال الوعي صار المقال يفرض نفسه عليّ في كثير من المواقف لأنّ الكاتب ابن بيئته، وعليه أن يعالج كل الظّواهر الاجتماعية والسياسية والأدبية بالطريقة التي يمليها عليه إحساسه، فالكتابة هي عمل تكاملي كالجسد، ويبقى الشّعر دوما الأقرب إلى القلب.
- على حسب معلوماتي، دراستك تقنية تقني سامي في الإعلام الآلي، كيف ولجت عالم الصّحافة الحرّة؟
 في الحقيقة الصّحافة كانت حلما يعيش بداخلي كسر بالروح، بدأ يطفو إلى السّطح من خلال تنشيط بعض الملتقيات الأدبية هنا بالجزائر، ولاحظ هذا إعلامي مصري من خلال التواصل الاجتماعي بصفحتي ببعض التسجيلات المباشرة، فكانت زيارتي الثانية لمصر بدعوة من مؤسّسة النيل والفرات، والتي تزامنت مع فوز فريقنا الوطني بالسيدة الكأس، فهناك كان سفيرا للرّياضة وكنت سفيرة الثّقافة والضيف الشرفي عن دولتي الجزائر، فعرض عليّ هذا الإعلامي أن أحلّ ضيفة على برنامجه الثقافي، ولبّيت الدعوة وكانت المفاجأة تنتظرني هناك، حيث كان تسجيل حلقة لي كضيفة وكانت الحلقة الموالية أنا المنشّطة، ورغم عدم معرفتي بالضيف استطعت أن ألفت الأنظار ببراعتي في استنباط واقتناص الأسئلة من أجوبته، وقد صرّح كل كادر التصوير وحتى الضيف بدهشة كيف استطعت أن أنشّط الحلقة كمحترفة وبعفوية فائقة، هذا ما جعلني عند عودتي أفكّر بالمشاركة في تربّص لدى أكاديمية الإعلامية فضيلة مختاري، والتي أيضا لاحظت تمكّني من الحوارات والتقديم في الجانب الثقافي، حتى أنّها قالت لي بالحرف الواحد أراك في حصص كالتي كان يقدمها الروائي الكبير أمين الزاوي، ومن هنا بدأت الرحلة وصارت تتهاطل عليّ الدّعوات لأكون مسؤولة عن الجانب الثقافي في المجلات والجرائد عبر الوطن العربي، وكأنّ الحلم احتواه الكون بأسره.
- جديد إصداراتك ديوان شعري عنونته “نطاف الرّؤيا”، عنوان يثير التساؤل، هلاّ حدثتنا عنه لعلّنا نقف عند المعنى المقصود؟
 نعم عنوان “نطاف الرّؤيا” ترك تساؤلات كثيرة بواقعي من القراء، العنوان له علاقة وطيدة بحياتي ربما لا يعلم القارئ أنّي انقطعت عن الكتابة عندما أتلفت أمّي رحمة الله عليها كتاباتي الأولى ظنا منها أنّها كراس قديم من أيام الدراسة، فاعتبرتها رسالة ربانية وانقطعت عن الكتابة، وعدت للكتابة عن طريق رؤيا بعد وفاتها بسنين عدة، وكانت الرؤيا تحمل كرامتين من عطايا الله تمر وماء زمزم والسيدة المقدمة لهاتين الهديتين اسمها رشيدة، والتي تركت عندها ماء زمزم معلمة قرآن صديقتي وزميلتي بالحفظ وابنتها آمنة، وفسّرت التمر علم دنيوي وماء زمزم علم شرعي، الدنيوي الشعر والشرعي القرآن، والإبحار فيه حفظا وتفقه معانيه، وعادت في وقت الحجر الكثير من الرؤيا بعدما تذكّرت الأولى، فأسقطتها شعرا فكأنما الأولى الأم والبقية هي نسل منها لأنها رؤى وتجليات ربانية لهذا الديوان مختلف عن الدواوين الأولى جاء بنكهة صوفية.
- ما هي رسالتك في هذا الوجود ككاتبة وإنسانة لكل قرّائك؟
 رسالتي رسالة محبّة وسلام لكل العالم على اختلاف مشاربه، ومجلة الثريا الثقافية للإبداع هي جسر محبة مدّدتها من شراييني لأهدّم كل الحدود وأجعلها خرافة، فقد استضفت أكثر من 100 مثقف من كل العالم تقريبا عرب يقطنون في مختلف الدول العربية والأوروبية لتقريب الرؤى وتناقح الأفكار، ونشر ثقافة المحبة والسلام التي وجدت من أجل تعميمها والتنافس فيها لولوج الجنان والفوز برؤية الرحمان.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024