الكاتب ابراهيم صدوق لـ «الشعب»:

«على طريق الرمال المحترقة».. رواية واجب ذاكرة

حوار: حبيبة غريب

«على طريق الرمال المحترقة» رواية جميلة تحمل الكثير من المعاناة والتضحيات والشجاعة والروح الوطني، وهي أيضا أوّل تجربة للكاتب ابراهيم صدوق الذي يرى أن الكتابة عن تاريخ المقاومة الشعبية هو واجب ذاكرة، وأمانة تنقل إلى الأجيال القادمة إكراما لمن صنعوا مجد ثورة التحرير الوطني... مشروع حدثنا عنه من خلال هذا الحوار.

-  الشعب: من هو إبراهيم صدوق وكيف جاءت فكرة التأليف؟
 إبراهيم صدوق: إبراهيم صدوق، إطار سامي خريج المدرسة الوطنية للإدارة، تقلد العديد من المناصب في الجماعات المحلية في عدة ولايات من الوطن، وهذه أول تجربة لي في مجال الكتابة والتأليف من خلال رواية على طريق الرمال المحترقة، الصادرة مؤخرا باللّغة الفرنسية عن الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، وستكون حاضرة في الطبعة 25 من المعرض الدولي للكتاب.  
-  ما هي الأحداث التي تتناولها أوّل رواية لك؟
 الرواية مستوحاة من أحداث حقيقية وتحاكي معاناة الشعب الجزائري إبان حقبة الاستعمار الفرنسي بالجزائر، ومن سكان منطقة عين الصفراء في الجنوب الغربي من البلاد، على وجه الخصوص، من خلال معاناة عائلة وطنية، حيث يلتحق الأب دحمان بصفوف جيش التحرير الوطني في الجبال، بعد نضال طويل كفدائي في القصر الذي يقطنه رفقة زوجته صفية وأولاده الخمسة والدته وإخوته.. ومن هنا تبدأ مغامرة اللجوء الصعبة إلى أراضي المغرب التي خاضتها «صفية» وأولادها بعد أن ضيق عليها المستعمر الفرنسي الخناق.
هي تروي أيضا أحداث معركة «إمزي» الدامية التي حدثت بين 6 و8 ماي 1962، بجبال عين الصفراء، أين وظفت القيادة العليا لجيش التحرير الوطني 3 فيالق متكونة من 356 رجل مدربين أحسن تدريب، ومستعدين للدخول إلى أرض الوطن، انطلاقا من القاعدة الغربية بالمغرب، وعن طريق خط موريس المكهرب والمدجج محيطه بالألغام الذي وضعته فرنسا الاستعمارية لعزل جيش التحرير الوطني عن دعم  المدنيين ومساندتهم له، وشاءت الأقدار أن يواجه فيلق من الفيالق الثلاث قوات الاستعمار الفرنسي في مجابهة دامية، أين قاوم المجاهدون ببسالة... كانت معركة  طاحنة خلفت الكثير من القتلى والجرحى والأسرى واستعملت فيها فرنسا 50 طائرة حلقت وقصفت المنطقة طوال 3 أيام.
وقد شكلت هذه المعركة التاريخية انتصارا قويا لجيش التحرير الوطني والحكومة الجزائرية المؤقتة خاصة على الصعيد السياسي والعسكري بالرغم من قلة الإمكانيات.
-وإلى ماذا يرمز عنوان «على طريق الرمال المحترقة»؟
  لقد قامت فرنسا الاستعمارية في الفترة التي تتحدث عنها روايتي بأبشع جرائمها في حق الشعب الجزائري، لقد بدأت في تفجيرات النووية برقان وما خلقته من كوارث على المدى الطويل، وأيضا تجاربها البكتريولوجية في منطقة واد الناموس بعين الصفراء، والتي كانت لها انعكاسات جد خطيرة على حياة النساء والأطفال والشيوخ وحتى المواشي.
- ماهي الرسالة التي تحملها روايتك «على طريق الرمال المحترقة»؟
أردت أن تكون هذه الرواية تكريما لكل النساء وتضحياتهن ونضالهن وصمودهن أمام كل الضغوطات القاسية، حيث أن المرأة التي كانت تبقى في البيت حين يلتحق الزوج بجيش التحرير الوطني تعود لها مسؤولية الأسرة كاملة، وتصبح عرضة لمضايقات وعدوان الاستعمار الفرنسي الذي ينتقم من النساء والأطفال حينما لا يعثر على المجاهد...
الرواية أيضا تكريم لكل الرجال والنساء الذي قاوموا بشرف وبكل روح وطنية العدو الفرنسي، وهي أيضا تكريم لشجاعتهم وتضحياتهم الجسيمة.
- كيف جاءت فكرة اختيارك كتابة رواية بشق تاريخي في أوّل تجربة لك في مجال التأليف والاصدار؟
 هي فكرة لا طالما راودتني، كنت أحلم منذ الصغر أن أكون مخرج أفلام من أجل إعادة نوعا ما هذه الصفحة من تاريخنا، وأنا أحاول أن أصف بصدق وأمانة الأشخاص الذين أتحدث عنهم في الرواية وأيضا صحة الأحداث... فمن يقرأ ما جاء في الكتاب لا يمسه فضول التأكد من صحة الحقائق، لأنها منقولة على لسان من عايشوها حقا.
- هل الرواية التاريخية كفيلة بجذب انتباه الأجيال الصاعدة إلى ماضينا، وحملها على التعرّف على صنّاع مجد الجزائر والاقتداء بهم مستقبلا؟
أنا أؤمن أن كل أمة من الأمم في حاجة إلى أبطال، مراجع وشخصيات وطنية كي تستمر، وأظن أنه من واجبنا أن ننقل للأجيال الصاعدة أحداث الماضي بكل أمانة، وأن تحدثه عن الأبطال فهم في حاجة أكثر لمراجع يفتخرون بها ويتعلمون منها معنى التضحية والروح الوطنية.
- ما هي المشاريع القادمة، وهل ستكون دائما في مجال الرواية التاريخية؟
 هناك مشروع كتاب آخر قيد التحضير، وسيشكل هو الآخر أرضية لتوطيد صفحات جميلة أخرى من ماضي وتضحيات وتاريخ الشعب الجزائري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024