أقسى ما يخشاه الفنان التهميش بعد مـــا أفنـى حياتـه في سبيلـه
تكريم القامتين الفنيتين ناديـة بن يوسف وعبد القادر شاعو يوم 23 نوفمبر الجــاري
وصف رئيس جمعية «الألفية الثالثة» سيد علي بن سالم الموسم الثقافي الجديد بالمميز، نظرا لما يحمله من برنامج ثري على مستوى الهياكل الثقافية المتعدّدة، واستعرض في حوار مع «الشعب» نبذة عن بدايات جمعية «الألفية الثالثة» التي تشرف على تكريم الفنانين، من خلال أمسيات ولقاءات دورية، كاشفا في الأخير عن فعاليات ستجمع الجمهور مع الفنان وفق تسطير برنامج للتكريمات، إلى جانب العمل الاجتماعي الذي يعكف على تحضيره والإشراف على إخراجه عن قريب.
- «الشعب»: كيف استقبلت جمعية «الألفية الثالثة» الموسم الثقافي الجديد 2021 ـ 2022؟
سيد علي بن سالم: بحمد الله استأنفت «جمعية الألفية الثالثة» نشاطها في إطار الموسم الثقافي الجديد 2021 ـ 2022، حيث كُرمت يوم 23 أكتوبر المنصرم، وذلك بالتنسيق مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي الشاهد على تعاقب أسماء برتبة أعمدة في الفن الجزائري، منهم الفنانين المتخرجين من مدرسة الحاج امحمد العنقى، الحاج مهدي طماش والحاج حسيسن السعدي، إلى جانب الفنان المتألق القادم من ولاية تلمسان عبد اللطيف مريوة، حيث عرف التكريم حضور نخبة من الفنانين من بينهم الحاج عبد الرحمان القبي، السيدة نرجس والفنان نوري الكوفي، إلی جانب نخبة كبيرة من الفنانين الذين لبوا الدعوة، لا سيما الجمهور الذي كان وفيا كالعادة لهذه الفعاليات.
- متى كان أول تكريم قامت به الجمعية، ومن حظي بباكورة الفعاليات؟
أول تكريم لنا كان بقاعة المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي سنة 2000 للمخرج الكبير مصطفى بديع صاحب رائعة الحريق»، العمل الفني الضخم والناجح الذي لاقى شهرة عربية واسعة، وذلك بحضور كل أسرة فريق العمل، وقد كان التكريم بمثابة انطلاقة أولى، ووقفة عرفان وتقدير لفنانين أعطوا الكثير للساحة الفنية، لذا كان من حقّهم أن ينالوا هذا الاستحقاق وهم أحياء يرزقون.
- وهل تستذكرون عدد الفنانين الذين تمّ الاحتفاء بأعمالهم تثمينا لمسيرتهم الفنية؟
منذ تأسيس جمعية الألفية الثالثة سنة 2000 إلی يومنا هذا، قمنا بتكريم ما يفوق 130 فنان، حيث إن الجمعية عملت جاهدة على تكريم باقة من الفنانين بدون إقصاء أحد منهم، سواء فنانو المسرح أو التلفزيون أو السينما.. وأذكر على سبيل المثال لا الحصر: السيدة سلوى، محمد حلمي، السيدة نورية، السعيد حلمي، الفنانة القديرة جميلة القبائلية، إلى جانب نادية تيسير عقلة، عمر بن معروف، مصطفى برور، السيدة فريدة صابونجي، بالإضافة إلى قائمة طويلة من الفنانين الذين کبرنا معهم، وتركوا بصماتهم في الذاكر الفنية، وعليه فمن حقهم أن يكرموا في حياتهم، والجمعية في نشاطها تسعى إلى تطبق عكس المثل الذي يقول: «كي كان حي كان مشتاق تمرة، وکي مات علقولو عرجون».
- أمنياتكم في الموسم الثقافي الجديد، خاصة ونحن نعيش مرحلة تعايش مع الوضع الصحي العالمي؟
أمنيتي أن تعود المياه إلى مجاريها ويعود الجو العائلي، فالجمعية دائما تحاول أن تجمع الفنانين بالعائلة الجزائرية، الذين أغتنم هذه الفرصة لأترحم على من فقدانهم والدعاء بطول العمر لمن مازالوا على قيد الحياة، كما أتمنى من القائمين على الأعمال الدرامية عدم تهميش الفنان والتفكير في إشراكه فيها، فإن أقسى ما يخشاه الفنان صاحب رسالة الفن والجمال، أن لا يُذكر اسمه مطلقا بعد ما قدّم حياته في سبيل الثقافة الوطنية.
وفي الحقيقة تكريم الفنان لا نقصد به الوقوف عند اختتام مسيرته وتوديعه إلى حياة التقاعد، بل هو تثمين واعتراف بما قدّمه وما تركه من بصمات خالدة في سماء الإبداع، والفن لا يعرف سنا للتقاعد، ولكم تساوي تلك اللحظة في نفسية الفنان حينما يصعد فيها إلى منصة التكريم، فهو شعور لا يمكن وصفة، فقط الفنان من يملك حقيقة قيمة تلك اللحظات التي صافحت فيها عيناه جمهوره الذي أحبه، ويده تعانق كل الأيادي التي أشرفت على التكريم، حقيقة هي لحظات ليست هينة أبدا.
- ما هي الرسالة التي توجّهها جمعية «الألفية الثالثة» للفنان بهذا الخصوص؟
هو طلب أكثر منه رسالة، حيث أطلب من هذا المنبر الإعلامي الهادف من المخرجين أن يفكروا في ترك مساحة في أعمالهم، ليشارك فيها هؤلاء الفنانين الكبار حتى يتسنى لهم الظهور بين الفينة والأخرى، ليقدموا أدوارا يلتمس من خلالها الجمهور خبرتهم الممتدة من بحر عطائهم، الذي سيظل مدرسة لكل الأجيال، وأنا واحد من الجمهور العريض الذي عشق الفن من خلال هؤلاء الفنانين الكبار، وعن طريقهم ستبقى الجزائر دائما مشرقة.
- وماذا في جعبة الجمعية لشهر نوفمبر الجاري؟
سيعرف المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي يوم 23 نوفمبر الجاري تكريم قامتين من قامات الفن الشعبي، وهما السيدة القديرة نادية بن يوسف والفنان الكبير عبد القادر شاعو، والذي سيكون بحضور كوكبة من الفنانين.
- على المستوى الشخصي ماذا قدمتم؟ وهل سيرى الجمهور سيد علي بن سالم في أعمال درامية؟
عملت أول تجربة لي في مجال الإخراج، وكانت مجسّدة في مسلسل من 10 حلقات بعنوان «سامحني» الذي بث على القناة الأرضية للتلفزيون الجزائري في رمضان 2019، موضوعه كان حول الميراث والعائلة، حاولت من خلاله معالجة المشاكل التي للأسف تصل في بعض الأحيان إلى انقسام العائلة، فمسلسل «سامحني» الذي قمت بكتابته، صورته في مدينة تنس، كما كانت لي الفرصة الوقوف مع عميدة الفنانات الجزائريات السيدة نورية، التي كان آخر ظهور لها في ذات المسلسل أمام الجمهور رحمها الله، ومن جملة الفنانين الذين وضعوا في الثقة، وبالمناسبة أقدم لهم شكري هم: السيد مصطفى بن شكراني، عبد القادر بوجاجة، حميد رابية، كمال بوناب، وهيبة حاجي، نجية العرعار، صليحة كرباش، إلى جانب نخبة كبيرة من فنانينا الأجلاء، وحاليا أُحضّر لكتابة قصة اجتماعية، وإن شاء الله عندما أنتهي منها سأقوم بالخطوة الثانية لم لا في مجال الإخراج.