حول ارتفاع أسعار الدواجن، لعلى بوخالفة:

ارتفاع المواد الأولية وراء الأزمة

حوار :خالدة بن تركي

  توقيف التهاب الأسعار في أجل قصير مستبعد
 5 ملايين احتياجات السوق الوطنية من أمهات الدجاج

اعتبر المختص في الشأن الفلاحي لعلى بوخالفة (رئيس مجمع تربية الدواجن سابقا)، أنّ الدواجن من الشُّعب الإستراتيجية التي تساهم في تحقيق جزء من الأمن الغذائي، إضافة إلى كونها تلبي احتياجات المواطنين من البروتين الحيواني، إلا أنّها تشهد في الآونة الأخيرة ارتفاعا أثقل كاهل الكثير من العائلات، خاصة تزامنا والدخول الاجتماعي الذي تتضاعف فيه الأعباء.

-  «الشعب»: مازالت أسعار اللحوم البيضاء في ارتفاع مستمر، ما سبب ذلك ؟
 لعلى بوخالفة: الأسباب متعددة وليست جديدة، وتعود إلى ارتفاعات متكررة للمواد الأولية التي تندرج في صناعة أغذية الحيوانات خاصة أسعار الذرة الصفراء والصوجا تضاعفت أثمانها في السوق الدولية، مع العلم أنّ تركيبة صناعة أغذية الحيوانات تعتمد بنسب متفاوتة على مادتي الذرة الصفراء والصوجا المستوردتان دون اللجوء إلى إدراج مواد منتجة محليا كالشعير والخرطال ومواد أخرى.

-  هل توجد عوامل أخرى ساهمت في هذا الارتفاع؟
 أكيد، يتعلق الأمر بغياب التخطيط والتنظيم المحكم، حيث أنّ السوق الوطنية تتطلب عددا معيّنا من أمهات الدواجن المهيأة لإنتاج بيض التفقيس الموجه لإنتاج الصيصان الخاصة بتربية الدواجن، خاصة وأنّ الجزائر تنتج حوالي 30 بالمائة من أمهات الدواجن والباقي مستورد، في حين نجد أحيانا العدد يفوق احتياجات السوق، مما ينتج عنه فائض في السوق الوطنية يربك المربيين، حيث يلجؤون إلى تسويقه بأسعار أدنى من مستويات سعر التكلفة، وبالتالي يضطرون إلى مغادرة الميدان والتخلي عن تربية الدواجن.

- تقصد أنّ المربين السبب وراء عدم الاستقرار ؟
 ليس بالضرورة، بل الفراغ ونقص السلع المسجل في السوق من ألهب الأسعار، وهذا ما نعيشه حاليا، إلى جانب الندرة، أي عدم توفر هذه المادة بالكميات الكافية، ما يجعل المقاطعة غير مجدية في هذه الحالة، لأنه مهما ارتفعت نسبة المقاطعة من طرف المستهلكين يرتفع الطلب لدى المطاعم ونحن على موعد مع افتتاح السنة الدراسية والجامعية، أين يكثر الطلب دون أن ننسى الاحتياجات الخاصة لتلبية طلبات المطاعم التي تعتمد على اللحوم البيضاء لتحضير الوجبات الغذائية.

- كيف يمكن تفادي ظاهرة غلاء اللحوم البيضاء بشكل مستمر؟
 لتفادي مثل هذه المظاهر، يجب وضع ميكانيزمات السوق، الرقابة والمتابعة المستمرة ميدانيا لتفادي تأثير هذه الأزمات الناجمة عن غياب التخطيط والتنظيم، فمثلا السوق الوطنية تتطلب خمسة ملايين أمهات الدواجن موزعة بطريقة عادلة، إلا أنّنا نجد في بعض الأحيان كميات تفوق العدد بكثير ومنه ينتج فائضا يربك المربي ويسجل خسائر كبيرة ترغم الكثيرين ترك الميدان، حيث ينتج عنه فراغا في السوق، مما يشجع التهاب الأسعار.

- كثير من الخبراء يتوقعون عدم استقرار الأسعار قبل 6 أشهر؟
 حسب دراسة قام بها خبراء، يبدو أنّ عدد الأمهات المتواجدة حاليا أدنى بكثير من احتياجات السوق الوطنية، هذه الأمهات هي المصدر الرئيسي لإنتاج بيض التفقيس الموجه لإنتاج الصيصان الخاصة بتربية الدواجن، حيث العدد أقل بكثير من احتياجات المطلوبة، ولهذا السبب لا يمكن التكهن بتخفيض الأسعار في آجال قصيرة المدى، وإنتاج أمهات الدواجن محليا يقدر بكميات غير كافية لذا يجب اللجوء إلى استرجاعها من الخارج ويتطلب على الأقل ثمانية أشهر للعودة إلى الحالة الطبيعية.

- ما هي الحلول التي تقترحونها للقائمين على هذه الشعبة ؟
 أعتقد أنه يمكن اللجوء إلى حلول قصيرة المدى، وهذا من خلال التركيز على استيراد مباشر لبيض التفقيس الموجه لإنتاج الصيصان الخاصة بتربية الدواجن، وهذا يتطلب بين التحضين والتربية على الأقل ثلاثة أشهر، وهذا الأمر صعب جد.

-  كلمتكم للتجار وللمواطنين الذين يدفعون فاتورة الغلاء؟
 كما سبق وقلت أنّ شعبة الدواجن من الشعب الإستراتيجية التي تساهم في تلبية احتياجات المواطنين من اللحوم البيضاء وتعتبر مصدر قوة للمواطن، خاصة الطبقة المعوزة، ما يستدعي الاعتناء بها من خلال وضع آليات تنظيمية للأسواق مع التحكم في التربية العصرية للدواجن لتفادي حدوث مثل هذه الظواهر والأزمات التي تربك المربي والمستهلك في آن واحد، حيث يكون تارة المربي هو الضحية بتحمل الخسائر الفادحة مع إجباره على مغادرة الميدان مع إحداث فراغ كبير في السوق، وبالتالي نكون نحن المستهلكون الضحية الأكبر في هذه الحالة.

- ومن يتحمّّل مسؤولية هذه الأزمة؟
 الارتفاع الرهيب الذي تشهده اللحوم البيضاء لا يمكن أن يتحمله المربون الذين أرجعوا الأزمة إلى الإقبال الكبير على اقتناء الدجاج في هذه الفترة المتزامنة مع المناسبات والأعراس، ولا إلى التاجر، بل هي أزمة ناتجة عن غياب التخطيط والتنظيم المحكم والمتابعة المستمرة في الميدان.

- رسالتكم الأخيرة ؟
 ما يجب ذكره عند تفاقم الأزمة، أنّ الجزائر من بين البلدان القلائل في إفريقيا والعالم العربي التي تمتلك أجداد الدواجن وتنتج أمهات الدواجن المكلفة بإنتاج بيض التفقيس الموجه إلى التحضين لغرض إنتاج الصيصان والكتاكيت الخاصة بتربية الدجاج، واحتياجات السوق من أمهات الدواجن يقدر بخمسة ملايين أمهات يمكنها إنتاج سنويا حوالي 560 مليون كتكوت، أيّ ما يعادل 675 ألف طن من اللحوم البيضاء، حيث كل مواطن يستهلك معدلا سنويا يقدر بـ 15 كيلوغرام للفرد، لذا فإنّ الاهتمام بهذه الشعبة يمكن أن يحقق نتائج إيجابية من حيث تحقيق الأمن الغذائي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024