الجزائر ثالث بلد إفريقي سمح له باستئناف التّكوين
كل الطّلبات تتم عن طريق التّسجيل بجهاز “تي - أم - أس”
لدينا قرابة 1500 طلب لنيل شهادة كاف “ب”
بعد سماح الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعودة تربّصات تكوين المدرّبين الجزائريين لنيل مختلف شهادات “الكاف”، “الشعب ويكاند” اتصلّت بالمدير الوطني الفني عامر شفيق، الذي تحدّث لنا عن مختلف المراحل التي مرت بها المديرية الفنية، خلال التوقف الذي دام لمدة أربعة سنوات كاملة، وما تمّ التحضير له من أجل إعادة تكوين المدرّبين بالجزائر، موضّحا بأنّ الذين انتقدوه كانوا يجهلون تماما ما يتم التحضير له على مستوى الهيئة الكروية الإفريقية، كما كشف أنّ الجزائر ثالث بلد إفريقي سمح له باستئناف التكوين رفقة تونس والمغرب في القارة السمراء، فيما ما زالت باقي الدول متأخّرة في التحضير لاستيفاء كامل الشروط الموجودة بدفتر الشروط الجديد لبعث التكوين، مؤكّدا بأنّ كل هذه الخطوات تمّ سنّها من أجل إعادة الهيبة لشهادة “الكاف” على المستوى القاري والدولي، بعدما كان التكوين في إفريقيا في السابق يهمل معيار النوعية، وأفاد أنّ هدف المديرية الفنية تكوين المدربين حسب الحاجة مع مراعات النوع على حساب الكم، وأردف أن ذلك ما سيسمح لكرة القدم الجزائرية الاستفادة من الإطارات الذين تم تكوينهم، كما تحدّث عن الكثير من النقاط الأخرى في هذا الحوار.
- الشعب ويكاند: بعد سنوات من الانتقاد لشخصكم من عدّة أطراف، أشارت في أكثر من مناسبة أنّكم لا تقومون بعملكم، وأنكم سبب إيقاف تربّصات المدربين على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الآن اتّضح الخيط الأبيض من الأسود بعد سماح “الكاف” باستئناف تربصات المدربين على مختلف المستويات؟
المدير الفنّي الوطني لكرة القدم عامر شفيق: شكرا على السؤال، التوضيحات على كل حال كنّا قدّمناها عبر منبر “الشعب” سابقا، وعبر كل وسائل الإعلام التي كانت تتصل بنا للاستفسار حول هذه القضية، تلقينا عدة انتقادات من أناس كانت تجهل السبب الرئيسي لإيقاف تربصات المدربين، التوقف كان قد جاء بقرار من رئيس الكونفدرالية الإفريقية أحمد أحمد سنة 2017، بكامل القارة السمراء وليس بالجزائر فقط كما كانوا يزعمون، التوقف جاء لإعادة النظر في هذه التربصات وفي محتواها والقوانين، وكذلك البحث عن تنصيب لجان مراقبة لكي تصبح لتكوين المدربين وتربصاتهم معنى وقيمة، كما تقرر إعادة الهيبة للشهادة الممنوحة من قبل “الكاف”، التي في السابق كانت تعتمد على التكوين الكمي وليس النوعي.
بعد ذلك الكونفدرالية الإفريقية قامت بعدة تربّصات للمديرين الوطنيين التقنيين الأفارقة، وكذا تربصات للمحاضرين الأساتذة، وعملنا لعدة أشهر على دفتر الشروط الذي يجب أن يتوفر في أي مديرية فنية إفريقية لكي تشرع في تكوين المدربين، لتأتي المرحلة الثالثة وهي الأصعب التي طالبت فيها “الكاف” من الاتحادات توفير شرطين من أجل العودة إلى التكوين، وهي النقطة التي عملت عليها لمدة ثلاثة سنوات كاملة من أجل توفيرها وتحضير كل ما طلب منّا، لتأتي المرحلة الأخيرة التي طلب منا فيها تنظيم أعلى شهادة في التكوين وهي شهادة كاف “أ”، بحضور مراقبين معتمدين لدى “الكاف”، وهي الدورة التكوينية التي قمنا بها شهر مارس الفارط، وكان فيها تقرير لجنة المراقبين جد إيجابيا، الأمر الذي سمح للاتحاد الجزائري لكرة القدم العودة إلى أجواء التكوين بعد توقف دام 4 سنوات كاملة.
الأشخاص الذين انتقدونا لم يكونوا على علم بكل هذه المراحل والمشاكل التي مررنا بها لضمان العمل على العودة إلى التكوين، الحمد لله قمنا بكل ما طلب منا في كل مرحلة، والجزائر ثالث بلد إفريقي سمح له باستئناف التكوين رفقة تونس والمغرب، والبقية لا زالت تشتغل على محتوى التكوين وبقية الشروط للسماح لهم باستئناف العمل باتحاداتهم، الآن خطونا خطوة كبيرة نحو الأمام.
- بعد منح الضّوء الأخضر للعودة إلى تكوين المدرّبين، ناديتم مباشرة اللاعبين الدوليين السابقين الذين بقي تكوينهم معلقا لسنوات لنيل شهادة كاف “ب”، وباشرتم تربّصات بشرق البلاد بالنسبة لذات الشّهادة؟
بعد تربص كاف “أ” الذي قمنا به شهر مارس الفارط لنيل الموافقة للعودة إلى تكوين المدربين بالجزائر، نادينا مباشرة كل اللاعبين الدوليين الذين توقف تكوينهم بعد تربصين سنة 2016 و2017 لنيل شهادة كاف “ب”، عددهم تسعون متربّصا وبقي لهم تربص واحد لاكتمال الحجم الساعي في التكوين، هذه المجموعة كانت من أولويات المديرية الفنية الوطنية، قسمناهم إلى 3 أفواج لأنّه في دفتر الشروط الجديد يتوجب عدم تجاوز ثلاثين متربصا أو خمسة وعشرين، حسب طبيعة التكوين والشهادة المتحصل عليها في الأخير، التربص كان ناجحا والحمد لله، وشرحنا للاعبين الدوليين السابقين كل الخطوات التي مررنا بها، ولماذا توقفنا كل هذه المدة عن التكوين، والجميع تفهّم الوضع وغادر سعيدا بعد نيله شهادة كاف “ب”.الآن وبعد مطالبتنا من “الكاف” برمجة 3 تربصات كاف “ب” بشرق البلاد وغربها بالإضافة إلى مشاركة رابطات الجنوب، تلقينا الموافقة وشرعنا في أول تربص بشرق البلاد يوم الثلاثاء المنصرم، وبالنسبة لشهادة كاف “ج”، برمجنا في كل رابطة جهوية تربصا.
باشرنا التكوين في بداية الأمر بهذه الطريقة، بعدها سنبرمج تربصات أخرى حسب الحاجة والطلب والقدرة أيضا، لأن الأمر الذي تغير الآن أن كل طلبات التكوين في الظرف الحالي تتم عن طريق التسجيل في جهاز “تي - أم - أس” وبعدها القبول من طرف الكاف، والطلب يقام شهرين قبل بداية التربص، حتى تتمكن الكونفدرالية الإفريقية من دراسة ملف كل مترشح، وهو ما يؤكّد بأنّنا دائما مقيدين بالهيئة الكروية القارية، وفيه عمل كبير يقام على مستوى المديرية الوطنية الفنية، لعدم الخروج من التنظيمات الجديدة حتى لا يسحب منا تكوين المكونين، كما أني جد سعيد بعودة زميلي توفيق قرشي بصفته مسؤولا عن لجنة التكوين، وسيساعدنا كثيرا لتلبية رغبة جميع المتربّصين إن شاء الله.
- بخصوص الدّوليّين السّابقين المتحصلين على شهادة كاف “ب”، متى سيدخلون التّربّص الخاص لنيل شهادة كاف “أ”؟ وكم سيكون الحجم السّاعي في التكوين الأخير الخاص بأعلى شهادة تدريبية في القارّة السّمراء؟
كل تربص يملك حجما ساعيا مغايرا عن الآخر حسب طبيعة الشهادة، على سبيل المثال لنيل شهادة كاف “ج” يجب نيل تكوين مدته 120 ساعة ونحن نتعدى ذلك بكثير، والكاف “ب” يلزم 160 ساعة أقل شيء، ونحن في المديرية الفنية بلغنا 200 ساعة، أما بخصوص نيل شهادة الكاف “أ” فأقل شيء هو تلقي تكوين بـ 240 ساعة ونحن بلغنا 305 ساعات، الآن بعد نهاية التربص الخاص باللاعبين الدوليين السابقين، سنصحّح أوراق امتحاناتهم وسنرسل تقريرا للاتحاد الإفريقي للعبة، وبعد القبول سيتم تسليم الشهادات والمطالبة بمنحنا الموافقة من أجل القيام بتربص جديد خاص بشهادة كاف “أ”، الآن نحن نسعى لنيل الموافقة لتكوين الدوليين الجزائريين في أقرب وقت ممكن، لكن الوقت المحدد تبقى تتحكم فيه الكونفدرالية الإفريقية.
- بعد ترخيص “الكاف” بالعودة إلى التكوين، ما هي أهداف المديرية الوطنية الفنية؟ وكم عدد المدرّبين الذين تعتزمون تكوينهم قبل نهاية السنة الجارية؟
لا يمكنني تحديد عدد معين من المتربصين إلى نهاية السنة، كل ما يمكنني قوله أن عدد الراغبين في نيل تربص خاص لنيل مختلف شهادات تدريب “الكاف” كبير جدا، التوقف لمدة أربع سنوات كاملة دون تكوين، انجر عنه تكتل الطلبات التي تقارب 1500 طلب متواجدة على طاولتي لدخول تربص نيل شهادة كاف “ب” فقط، وللإجابة على سؤالك حول عدد المتربصين الذين سيستفيدون من التربصات إلى نهاية السنة، لا يمكننا برمجة تربصات أكثر من اللازم لأننا مقيدين بدفتر شروط “الكاف”، الذي لا يمنحك الحرية لبرمجة عدد تربصات كما تريده، لأننا اتفقنا على القيام بالتكوين النوعي وليس التكوين الكمي مثلما كان يقام في السابق. هدف المديرية الوطنية الفنية تنظيم تربصات عالية المستوى ولو بعدد قليل، لكن في الأخير ستستفيد الكرة الجزائرية من الإطارات التي تم تكوينها على مستوى المديرية الفنية، بلغنا هذا المستوى لأننا في العشرية الأخيرة “الكاف” كانت تكوّن بطريقة عشوائية، والمهم كان تكوين عدد كبير من المدربين في القارة مع وضع النوعية جانبا، لكن في حقيقة الميدان قليل من المدربين وجدناهم في الميدان، نحن الآن سنمنح الأولوية للمدربين الذين يشتغلون في الميدان، وهذا التكوين ينطبق مع معطيات الكرة الحديثة.
- طرحت عليك السؤال الأخير لأنه خلال فترة توقّف التكوين لمدة 4 سنوات كاملة، غادرنا عدد من المدربين إلى الرفيق الأعلى ومنهم من أخذ تقاعده نهائيا عن مهنة التدريب، وهو ما جعل عدد المدرّبين الجزائريّين يتقلّص خلال هذه الفترة؟
حقيقة، نحن خلال الأربع سنوات الماضية كل من غادرنا نتمنى له الرحمة والمغفرة، وهناك بعض المدربين الذين يصارعون المرض نتمنى لهم الشفاء العاجل، وكما قلت هناك عدد آخر فضّل أخذ تقاعده عن مهنة التدريب، الآن مشكل تقلص عدد المدربين في الجزائر ليس راجعا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم أو المديرية الوطنية الفنية، وهذا الأمر “الكاف” كانت الوحيدة المسؤولة عليه ولكنه كان مدروسا، لإعادة الهيبة لتكوين المدربين في القارة السمراء، كونها شهادة معترف بها قاريا ودوليا، لا يخفى عليك بأن حامل أي شهادة “كاف” يمكنه العمل داخل القارة الإفريقية أو خارجها.
- انطلق التّكوين من جديد بخصوص مختلف شهادات “الكاف”، لكن هل فكّرتم في إطلاق تكوين خاص بمدرّبي حراس المرمى أو المحضّرين البدنيّين الذين لحد الآن عددهم محدود في الجزائر؟
بالطبع، وهذا ما يسمى بالتكوين الخاص، عند قدومي على رأس المديرية الوطنية الفنية، وفي ظل توقف شهادة “الكاف” قمنا بعدة عمليات تكوين مدرّبي حراس المرمى والمحضّرين البدنيّين، وهو تكوين فدرالي المتكون هو الآخر من ثلاثة مستويات أول، ثاني وثالث، ضف إلى تكوين مدربين داخل القاعة والاختصاص الجديد هو تكوين المحللين عبر طريقة الفيديو، هذا هو التكوين الجديد الذي قمنا به، ونتمنى أن نواصل العمل عليه لأنّها من الاختصاصات الهامة في عالم كرة القدم، وكذلك لكي نمنح الفرصة لبعض التقنيّين الذين يساعدون المدرب في مهنته اليومية