أريـد من الشّعـر أن يخــدم الإنسانيـة
نصيرة نزار..شاعرة تحلّق في سماوات العالميّة، فهي تطوّع كثيرا من اللّغات، وتستخرج منها روائع الصّور عن معنى الإنسانية تنثرها عبر القارّات الخمس..نزار صوت جهوري له حضوره الملفت عبر مختلف منتديات الشّعر في العالم، وهي تكتب الرّواية وقصّة الأطفال باللّغتين العربية والانجليزية، وتضيف إلى المكتبة الجزائرية ما يستحقّ أن يحظى بالاهتمام والدراسة، فهي تكتب جزائريتها، وتعبّر عن اعتزازها بالوطن، بكل اللغات..
- الشعب ويكاند: نتعرّف في البداية على الشّاعرة نصيرة نزار..
الشّاعرة نصيرة نزار: كاتبة وشاعرة وروائية من ولاية الزّعيم الراحل هواري بومدين - قالمة - من بلد الأحرار -الجزائر - عملت كأستاذة لغة إنجليزية بجامعة قالمة، عملت بمديرية الثقافة وبعدها بالمعهد الوطني للتكوين المهني بولاية قالمة، والذي استقلت منه. أعانق الكتابة وتعانقني، لذلك كل عواصف الحياة لم تستطع اقتلاع جذور الأمل من قلبي..درست اللغة الإنجليزية، ودرست سياحة كذلك تخصّص مرشدة سياحية، أعشق اللّغات والإبحار في مختلف الثقافات.
- تعانقين الشّعر في اللّغة الإنجليزية، ما جعل أعمالك تنتشر على مستوى عالمي بمجلات مرموقة، غير أنّ أعمالك التي تلقى قبولا واسعا، لا تجد ناشرا بالجزائر..ألا تعيشين غربة في الشّعر؟!
غربة الشّعر...الكثير من الشّعراء عاشوا هذه الغربة، لكنها لم تسقطهم لأنهم مع كل رحلة يحملون أفكارهم ومشاعرهم في حقيبة الوطن، ومن دون تلك الحقيبة فهم أو بالأحرى نحن نعيش التّشتّت..سافرت بأفكاري وتمكّنت من كتابة رواية باللغة الانجليزية مع روائي أمريكي تحت عنوان «الأهل الغرباء»، ولقد تمّ نشرها من قبل وزارة الثقافة عام 2015. أعمالي الجديدة رواية باللغة الإنجليزية عنوانها «عيون الجنة» أحداثها بين لندن ودولة الإمارات العربية المتحدة..كذلك قصص للأطفال باللغتين العربية والإنجليزية...لكن هذه الأعمال لم أعرضها بعد على أي ناشر هنا في الجزائر..عندما يعيش فينا حب الوطن فكل غربة مهما كان نوعها نحولها إلى رغبة في النجاح ورغبة في قول: أنا هنا.
- قد يبدو سؤالي هذا مجنونا، ومع هذا سأطرحه..أعمالك الشّعرية، هل نضيفها إلى الأدب العربي بحكم جزائريتك، أم هي أدب إنجليزي بحكم اللّغة التي تكتبين بها؟!
تعوّدنا منك على أسئلة حصيفة، وسؤالك هذا في محله..أريد دائما أن ينسب أي شيء أقدمه الى جزائريتي وإلى عروبتي أولا بحكم انتمائي..أمّا بحكم كتاباتي باللغة الإنجليزية، وإيماني بكلمة «إنسانية»، فأنا أريد لأعمالي أن تصنّف ضمن الأدب العالمي..كما قلتها سابقا، تتعدّد ألوان المداد وتبقى الإنسانية واحدة.
- هل يمكن أن تحدّثينا عن أهمّ المجلات العالمية التي نشرت بها؟!
بخصوص المجلات العالمية فأولا أريد أن أشكر جزيل الشّكر كل من آمن بقدراتي وشجّعني على تقديم الأفضل، وأوّل شاعر وكاتب وفيلسوف هو الكندي موريس الذي كانت لي معه قصائد مشتركة، أذكر منها ولادتي الجديد والمرآة المنكسرة وقصائد أخرى، كذلك من هذا المنبر أشكر مغني الروك والكاتب والشاعر الأمريكي جون وردسلينجر على أعماله الشعرية المشتركة معي باللغة الانجليزية، والتي صوّرها في أجمل الفيديوهات وأذكر منها: «ظلال السلام»، «خطوات مبعثرة»، «الصفحات البيضاء»، وغيرها من القصائد، ولقد تمّ تكريمي بجائزة ألفونسو جرالد لعام 2017 تقديرا لمجهوداتي التي كنت أبذلها في تطوير القناة، وهذا في حد ذاته شرف كبير لي، كذلك لا أنسى الأب الرّوحي، البريطاني الرسام والشّاعر كينيث رحمه الله، الذي كان يصارع مرض السرطان، لكنه لم يتوقف عن نشر الأمل والجمال على كل من حوله. لذلك جعلت اسمه اسم أحد أبطال روايتي الجديدة، تكريما منّي لروحه..فنحن لا ننسى من أشعل شمعة الأمل في قلوبنا، كما لا ننسى من حاول إطفائها أيضا. كذلك أشكر الصديقات، أو بالأحرى الأخوات، أليكسيا من بولندا، أليسيا من المكسيك وشامناز من الهند..الحمد لله أنّ كتاباتي وصلت معظم القارات من خلال الكتب من نوع الاثنولوجيا، وكذلك من خلال مجلات عالمية مثل مجلة «أتونيس» البلجيكية ومجلة «تشيلية ايسلا دي لنيجرا»، وكذلك مجلة «آزار» الاسبانية ومجلة الأرشيف الشعرية البنغالية وكذلك مجلة إيطالية..
- ما هي المواضيع التي تطرقينها في الإنجليزية؟
مواضيعي في اللغة الإنجليزية متعدّدة معظمها عن السلام، الحب، المرأة، التّمييز العنصري، اللّجوء، الأمل..من بين قصائدي اذكر: «ظلال السّلام»، «دعونا نحضن السّلام»، «مكالمة مفاجئة»، «يسمونني الحب»، «صفحات بيضاء»، «ولادتي الجديدة»، «التكنولوجيا»، «خطوات مبعثرة»، «لا تمت قبل وفاتك»، «مرآة الزمن»، وغيرها من القصائد..ولقد تمّ منحي لقب سفيرة عالمية للسّلام من المنتدى الأدبي العالمي للسلام وحقوق الإنسان. وكنت من بين الشّعراء الذين تمّت دعوتهم للتكريم بالعاصمة بوخارست - رومانيا - 2019 لكنني وللأسف لم أستطع حضوره. كذلك كان لي شرف القاء إحدى قصائدي في اذاعة مكسيكية العام الماضي.
- هل تجدين في اللّغة العربية ما يعبّر شعريا عن قصائدك؟! بأسلوب آخر، هل سبق أن عبّرت شعريا باللّغة العربية؟!
نعم أكتب باللغة العربية أيضا لأن الكتابة باللغة الأم تبقى دائما لها نكهتها الخاصة..هي صوت الذات في أسمى معانيه...لديّ عدة أقوال باللغة العربية وكذلك قصائد موجودة على قناتي على اليوتيوب التي أذكر منها: «همسات السّلام»، «من أنت سيّدتي»، «شاطئ النّسيان»، وقصائد رومانسية.
- عادة، تنشرين - على منصّات التّواصل الاجتماعي - أعمالا مشتركة مع شعراء عالميّين من مختلف أقطار العالم، هل يمكن أن تقدّمي لنا نبذة عن أهم هذه المشاركات؟
بالنّسبة لأعمالي المشتركة فإن قدرتي على إلقاء الشعر بسبع لغات: العربية، الفرنسية، الانجليزية، الاسبانية، الايطالية، التركية والأردو، مكّنتني من القيام بأعمال مشتركة مع شعراء معروفين من مختلف دول العالم، فمن بين أعمالي: عمل مشترك مع الشاعرة الإيطالية لوتشيا وكذلك مع الشاعرة اليزا، عمل مشترك مع الشاعر الإسباني روبيرتو، عمل مشترك مع الشّاعرة رامينا من البيرو، عمل مشترك مع الشاعر الإندونيسي اخمد، عملان مشتركان مع الشّاعر الكبير الدكتور جوزيف من الولايات المتحدة الأمريكية، عمل مشترك مع الشاعر البنغالي شيكدار، مع الشاعر البنغالي والمقيم في لندن فاروق أحمد، عملان مشتركان مع الشاعرة البولندية اليكسيا، أعمال مشتركة مع الدكتورة شاميناز وأنيتا من الهند، أعمال مشتركة مع الشّاعر ثابت من تركيا..هذه الأعمال موجودة على قناتي على اليوتيوب.
- ماذا تريد نصيرة نزار من الشّعر؟!
ماذا أريد من الشّعر؟..أريده أن يخدم الإنسانية ويجمع بين الثّقافات المختلفة كونه ليس موهبة فقط بقدر ما هو رسالة إنسانية نبيلة.
- كلمة شاعرة تختمين بها لقاءنا..
كل كلمات الشّكر لا تفي في التّعبير عن التّقدير لجريدة «الشعب» على هذه الالتفاتة الطيّبة التي تعني الكثير والكثير لي، كونها من بلدي. وأشكر كل الأصدقاء والمتابعين الرّائعين سواء من داخل أو خارج الوطن، وأخيرا أقول: كل تهميش أو ظلم أو خذلان عشناه، تزول مرارته وتتلاشى أمام قيمة الجزائر في قلوبنا.