تألّق معرض الفنان التشكيلي الخطّاط، النحات والمؤلف عمر عيون، مند بداية الشهر الفضيل بالبهو الرئيسي لدار الثقافة لولاية ميلة، مستلهما عددا كبيرا من الزوار وعددا اكبر من المشاركين في الورشتين التي أقيمتا على هامشه.. حملت لوحاته الـ72 معالم أسمى الروحانيات، وورشتيه البعض من أسرار الخط، النحت على النحاس، الخشب والصخور، يتحدث عنها عمر عيون وعن تفاصيل أخرى من خلال حوار خصّ به «الشعب».
- «الشعب»: كيف يمكن أن تُعرّف نفسك لقرّاء جريدة «الشعب»؟
عمر عيون: فنان أكاديمي تشكيلي ونحات، باحث ومؤلف ضمن اختصاصات الخط العربي، متخرّج من جامعة قسنطينة، عضو نقابة الفنانين الجزائريين ورئيس لجنتها القانونية، عضو بجمعية رواد الفن التشكيلي، وكذا اتحاد الفنانين العرب وكبار الفنانين التشكيليين، عضو الاتحاد الجزائري للفنون الثقافية، عضو المرصد العالمي للفنون بمنظمة اليونيسكو، لي عديد المشاركات في معارض محلية ودولية برسوم عالمية، أميل إلى إعطاء الحرف العربي بعده الجمالي الحقيقي الذي يتصّف به خاصة من خلال الاشهارات العالمية التي تبقى الوسيلة الأنجع لاستنطاق جمالياته وروحه الحية.
- حقّق معرضك الرمضاني بميلة نجاحا كبيرا وفق الأصداء المسجّلة ما هي المواضيع التي حملتها لوحاتك؟
المعرض مقسم إلى 3 اقسام، الأول: شقّ تاريخي يحمل بعض أصول الخط العربي المشتقة من الحروف النبطية والكنعانية إلى صدر الإسلام في صورة الخط الكوفي القديم كخط غطى تلك الفترة نجده في رسائل المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى ملوك وقياصرة الأمصار. الثاني: شقّ يحمل تراكيب وتشكيلات خطية تضيء بعض التنوع الذي يميز أنواع الخطوط العربية مثل الديوان النسخ الرقعة الفارسي الكوفي الثلث والمغربي، أما الثالث: بعض ميادين واستعمالات الخط العربي وكيفيات توظيفها في الجوانب الحِرفية والاشهارية بما يبعث على خلق الثروة بدول العالم خِدمة للسياحة والجماليات وصناعة البعد الروحي للإنسان
^ ماذا عن الورشة الفنية التي صاحبت المعرض وكيف تفاعل معها الجمهور؟
^^ كانت الورشة محلّ استقطاب وتفاعل رائع من حيث التعاطي مع تبادل جماليات الحروف وكتابتها ومحاولة محاكاتها من خلال إعطاء الفرصة للجمهور باستعمال مواد الكتابة والأقلام الخاصة، إضافة إلى إتمام بعض الأعمال التي حضرتها خصيصا للنحت على الصخر، الخشب أو تخريم النحاس كلون جميل من حيث حداثته.
- وبالنسبة لتجربتك مع فن رسم الموضة والإشهار؟
حملتُ الحرف إلى أبعاد اشهارية خارج الورقة والكراس منذ حوالي 40 سنة لِما عشقت فيه من سر تراه وتتوق لرؤيته كل البشرية. وذلك من حيث استعمالاتي للحرف الملازم للصورة الاشهارية من خلال بداية رسوماتي للواجهات والميادين العامة إلى أعمال الجنيريك وتصاميم ألبومات الأغاني آنذاك.
- يدور حديث عن توظيف الثقافة بصفة عامة والفنون خاصة في تنمية الاقتصاد من خلال تشجيع الاستثمار، هل نحن مستعدّون لذلك؟
الفكرة موجودة منذ القدم واقترحتها في أكثر من مناسبة على المستوى الرسمي، لأنها تعبْر عن كيان ثقافي يفرض نفسه كواقع ومنتوج، إضافة إلى كونها بديلا حقيقيا عن آفة العزوف الملازم لسقوط السياحة والحرفة معا، لذلك تبقى الإرادة السياسية خير ما تنتهجه السلطة الرسمية للنهوض بهذا العنوان إن أرادت، وأرى أنه حان الوقت لإطلاق هذا البعد لتساهم الثقافة في الحركية الاقتصادية في الجزائر.
- كيف تقضي أيامك الرمضانية، وهل لشهر الروحانيات تأثير على موهبتك؟
يعيد لي رمضان هدوئي وروحانيته يلَمِع إلهامي بشكل أوسع وأكبر رغم افتقار الجو العام هذه السنة لبعض العطاءات الثقافية من حيث خروج وتنقل المنتوج الثقافي إلى المواطن، بسبب الظروف الصحية التي نتمنى جلاءها في القريب إن شاء الله.
- ما رأيك فيما يُقدّم حاليا من دعاية تجارية؟
أعمال متعدّدة متنوعة من حيث الفكرة تفتقر في أغلبها إلى المحتوى الذي نتوسمه فيها من حيث البعد الأصلي لها كاستحضار التاريخ والجغرافيا معا.. تناغم البهرجة ونفي الهوية أحيانا.
- ما هي مشاريعك الفنية القادمة؟
أتعهد بوضع برنامج تجميلي تثقيفي من أجل تزيين والنهوض بالمدينة والريف من خلال دراسة أتممتها في شكل مؤلف جديد بعنوان: «واقع التهيئة الجمالية بالجزائر وكيفيات النهوض بها»، من خلال تجربة شخصية وأعمال بحثية مقارنة بالعالم، حيث أعمل على هذا الموضوع منذ أكثر من عشريتين تقريبا وأتطلّع إلى إرساء وتطبيق أعمال ضمن شراكة دولية في إطار تهيئة وتجميل المدن من خلال أعمال التجميل والتزيين الضوئي للمدن.
الفنان التشكيلي عمر عيون يتحدّث
كتاب قادم عن جمالية التهيئة العمرانية
حوار: حبيبة غريب
شوهد:641 مرة