الدكتورة فايزة سبتي لـ»الشعب»

الإعلام المتخصّص في حالة طوارئ لمواجهة كورونا

حوار: إيمان كافي

لا يزال الإعلام يقف إلى جانب البشرية في مواجهة فيروس كوفيد 19 عبر ترسيخ دوره كمنصة لخدمة الإنسان ووعيه ووجوده، ولعلّها فرصة لإعادة التموضع وتكريس أخلاقيات مهنية إضافية، تُؤصّل مبدأ التفاعل والتأثير بين الوسيلة الإعلامية والمتلقي انطلاقاً من المصداقية والثقة المتبادلة، تقول أستاذة علوم الإعلام والاتصال، الدكتورة فايزة سبتي لـ»الشعب».

«الشعب»: الإعلام له دور بارز في تنوير المجتمع وتثقيفه ونشر الوعي، كيف ترون أهمية الصحافة المتخصّصة في هذا المجال؟
 الدكتورة فايزة سبتي: مما لاشكّ فيه أن الإعلام كنظام متكامل يهدف إلى تنوير وتثقيف ونشر الوعي بين الأفراد، وباعتبار الإعلام المتخصّص شقّ أساسي من النظام الإعلامي فهو يؤدي دورا كبيرا في التنمية والإصلاح الذاتي للمجتمعات، من منطلق أن مجالات الحياة توسّعت والرصيد الإنساني بما يحمله من معارف عرف هو الآخر تطورات ضخمة، ما طرح أمامنا فكرة التخصّص كلازمة أساسية للحياة هذا من جانب، بالإضافة إلى المنافسة التي أضحت تفرضها التخصّصات في حدّ ذاتها.
فقوة المؤسسات الإعلامية أصبحت مرتبطة بالإعلام المتخصّص، أين أصبح له القدرة الكافية للتعمّق في الأحداث في جميع الميادين فظهر على الساحة الإعلامية تعدّد في الاختصاصات من إعلام سياسي عسكري، فني، رياضي، اقتصادي، ديني، بيئي،.. إلخ، كل هذه الإرهاصات على مستوى الإعلام المتخصّص، عادت بالإيجاب على الجمهور، إذ ساهم الأمر في تنوير فكر الجمهور وذلك عبر تقديم الحقائق بدقة والإرشادات والتوجيهات للمتلقي، بالإضافة إلى استدراك جوانب النقص والعمل على إصلاحها وتنميتها، هذا ما يقدّمه فعلا الإعلام المتخصص للجمهور.
 بعد أكثر من عام، العالم لازال يحارب كوفيد 19، وبالموازاة  كشفت جائحة كورونا الدور الكبير للإعلام الصحي في التعريف بمخاطر الفيروس وأعراضه وطرق العدوى وسبل الوقاية أيضا، ما تعليقكم؟
 في حقيقة الأمر، عندما نتكلّم عن الصحافة الصحية لابد من الإشارة إلى أنها أضحت تشكّل حجر الزاوية للنظام الصحي في ظلّ جائحة كورونا، لأنها ببساطة تنقل وتهتم بصحة الإنسان بالدرجة الأولى وكيفية مكافحة هذا الوباء والوقاية منه، فالإعلام في حالة طوارئ أمام فيروس كورونا الذي اكتسح العالم بأسره.
فدور وسائل الإعلام منذ ظهور الفيروس هو تقديم كل مستجد من معلومات عن كوفيد 19 وما تقدمه الأبحاث غير المتحقّق منها بعد لطبيعة الفيروس، صحيح أن وسائل الإعلام كانت كفيلة بتغطية الوضع الصحي العالمي والأرقام المتصاعدة للمصابين وخطورة الوضع، والحملات الإعلامية التي تبثها على مدار 24/24 ساعة لتوعية وإنارة عقول الأفراد بضرورة احترام معايير الوقاية للتقليل من أثر الوضع المتأزم، حيث جنّدت وسائل الإعلام إمكاناتها وعقولَ القائمين عليها ومهاراتهم بمختلف مواقعهم الجغرافية والمهنية، مذيعين، مراسلين، محاورين، كتاب،.. إلخ، لتحفيز وعي الرأي العام وتنوير العقول وتغذيتها بما ينفع ويساهم في تطوير مهارات الإنسان ومنحه وسائل مواجهة تحديات الطبيعة والتحديات التي تفرضها سيرورة وتطوّر الوباء.
 في الوقت الحالي تزايد دور وسائل الإعلام الجديد واستعمال شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات الالكترونية.. كيف يمكن استغلالها في نشر الوعي الصحي؟
 بالمناسبة نؤكد على نقطة أساسية وهي أن مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت سمة هذا العالم المعاصر، إذ واكبت هذه المواقع الوضع الصحي العالمي المتأزم، أين أصبحت التوعية الصحية، أحد المضامين الأساسية التي تنشرها هذه المواقع على ضوء الانتشار السريع لفيروس كورونا، عبر تقديم معلومات آنية وفورية عن هذا الفيروس ومواجهة المؤسسات الاستشفائية في مختلف أنحاء العالم لهذا الوباء فانتشرت العديد من الفيديوهات والتغريدات عبر فايسبوك، توتير، تيك توك، يوتيوب.. إلخ، الأمر الذي ساهم في إدراك العالم بجدية الوضع الصحي وأنه لا يقتصر على دولة الصين لوحدها، بل يمسّ كل دول العالم ومن أجل المساهمة في تطويق الوضع والالتزام بالإجراءات الصحية المتناقلة عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي والتفاعل حيالها.
إذا أردنا أن نعبّر عن رسالة ومضمون متكامل حول الوقاية من كورونا.. ما هي في رأيك الزاوية الأكثر تأثيرا.. الشق الوقائي أو الكشف عن مخاطر هذا الفيروس وعدد ضحاياه؟
 حسب رأيي لابد أن يجيب مضمون الرسائل الإعلامية التي تقدّمها وسائل الإعلام عن أسئلة الجمهور التي ترتكز على الجانب المعرفي حول طبيعة الفيروس وكيفية انتقاله وتأثيراته وجوهر الأمر هنا، هو سبل الوقاية منه مع التأكد من صحتها، لتنعكس على مستوى سلوكياته اليومية كجانب وقائي أساسي لسلامته، فالوقاية تقلّل من عدد الإصابات، والشقّ الوقائي أساسي في عملية التوعية كما أن الاستشهاد بالإحصائيات الرسمية المتعلّقة بعدد المصابين والوفيات لازمة وضرورية، لأن الرسالة الإعلامية تخاطب عقل المتلقي وتعرفه بمدى تفاقم الوضع دون تهويل أو تزييف للأرقام، فتوليفة الرسالة الإعلامية لابد أن تتضمّن شقا توعويا وقائيا متضمنا للحجج العقلية الكمية المتعلقة بفيروس كورونا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024