أكّد المتحدّث الرّسمي السابق بإسم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي، أشرف الثلثي، أنّ أمام حكومة الوحدة الوطنية الجديدة تحديات كبيرة للوفاء بمهام المرحلة الانتقالية، على غرار تفكيك المجموعات المسلّحة الخارجة عن مظلة الدولة وإخراج المرتزقة، إلى جانب العمل على توحيد المؤسّسات الليبية الاقتصادية وعلى رأسها المؤسّسة الوطنية للنفط، قبل الشروع في التحضير للانتخابات المقرّرة يوم 24 ديسمبر من السنة الجارية، راجيا أن لا يتم التعاطي مع الحكومة بسلبية، وأن يكون التعاون هو شعار المرحلة المؤقتة، والتي ستنتهي بانتخابات عامّة ستكون الفيصل للشعب الليبي لقول كلمته في اختيار القادة الجدد الذين سيعبرون بليبيا إلى بر الأمان.
- الشعب: بعد أدائها اليمين الدستورية ودخول ليبيا مرحلة جديدة، ما هي الخطوط العريضة لحكومة الوحدة الوطنية؟
النّاطق السّابق باسم حكومة الوفاق أشرف الثلثي: بدون أدنى شك هناك أولويات ملحة تتمثل في التحديات الصحية لمجابهة جائحة كورونا، تمّ الوضع الأمني وتفكيك والسيطرة على بعض المجموعات المسلحة الخارجة عن مظلة الدولة، وكذلك التفكير في التخلص من كل المرتزقة الذين ساهموا في الحرب الأخيرة، وفي نفس الوقت العمل على توحيد المؤسسات الليبية الاقتصادية وعلى رأسها المؤسسة الوطنية للنفط، إلى جانب التوحيد المركزي ما بين الشرق والغرب لتكون سياسة نقدية موحّدة حتى تساهم في السيطرة على التضخم، والحد من انخفاض قيمة الدينار مقابل العملات الصعبة، كذلك السعي إلى توحيد المؤسسة العسكرية، وأخيرا تأمين تاريخ لعقد أو انطلاق الانتخابات العامة الرئاسية والبرلمانية المقررة يوم 24 ديسمبر من السنة الجارية. هذه هي عموما أبرز الأولويات لو تنجح حكومة الدبيبة في تجاوزها ستدخل إلى التاريخ من أوسع أبوابه.
- في ظل ارتفاع الأصوات المطالبة باستفتاء الدستور، هل سيكون الوقت كافيا لتنظيم الانتخابات في الوقت المتّفق عليه؟
أعتقد أنّ هناك إرادة دولية بقيادة الأمم المتحدة، وإرادة شعبية ملحة في أن يتم احترام الموعد الانتخابي، أما بخصوص الحديث عن الاستفتاء على الدستور في الوقت الراهن، فذلك سيجرنا إلى المزيد من الانشقاقات، لذلك فإن الانتخابات التي ستجرى في نهاية السنة ستكون محورية والحكومة المنتخبة والبرلمان القادم بإمكانهما أن يتعاونا للانتهاء من صياغة كافة بنود أو مواد الدستور حتى لا ندخل في الجدل الذي استمر لسنين.
- تتّجه الأنظار نحو إعادة الإعمار في ليبيا، فأي دور يمكن أن تلعبه الجزائر؟
نحن نؤمن بالدور المحوري الذي لعبته دول الجوار لاسيما الشقيقة الجزائر على المستويين السياسي والدبلوماسي، والكل يعرف الدور المميز للدبلوماسية الجزائرية سواء في المنطقة أو على مستوى الفضاء المغاربي، فنحن نؤمن بأن عمقنا مغاربي بامتياز ولدينا حدودا طويلة جدا، وعلاقات تاريخية خاصة مع الجزائر في حرب التحرير، ولكن الآن هناك تحديات جسيمة، وبات على الجزائر أن تلعب دورا أكثر فاعلية بالنسبة للقضية الليبية، وأنا متأكد أن المرحلة المستقبلية ستكون واعدة من خلال تفعيل الدور المغاربي، وبداية تكوين سوق مغاربية مشتركة تكون نواتها ليبيا، تونس والجزائر حتى ننهض بالمستوى الاقتصادي، وتكون هناك مشاريع إستراتيجية مشتركة وتبادل للخبرات، والاهم من ذلك أن نكون في مستوى تطلعات شعوب المنطقة.
- وزير الخارجية الجزائري أعلن عن زيارة مرتقبة لوفد ليبي إلى الجزائر، ما هي أهداف الزّيارة؟
التواصل والزيارات المتبادلة مهم جدا لاسيما في الوقت الراهن بين الطرفين لمناقشة التحديات وآفاق التعاون، وبدون أدنى شك، فإن هذه الزيارة حميدة، كما ندعو القيادة الجزائرية أن تتوجه أيضا إلى ليبيا على غرار ما قام به الرئيس التونسي قيس سعيد، وهو ما سيعزّز من التفاعل من خلال هذه الزيارات، وخلق لجان مشتركة لتحقيق أهداف اقتصادية وتأمين في نفس الوقت الحدود، إلى جانب محاربة أية تهديدات إرهابية للمنطقة حتى نصل إلى مرحلة جديدة من التعاون المثمر.
- ما مصير بعثة الأمم المتحدة بعد تولي حكومة الوحدة الوطنية مهامها؟
الأمم المتحدة منتظم دولي وليبيا عضو فيها، بعد حصولها على استقلالها يوم 24 ديسمبر عام 1951 من ذات المنظمة، وهو ما يعني أن الدولة الليبية أنجبت من رحم الأمم المتحدة، ونحن لا نتحسس بتاتا من وجود الأمم المتحدة وبعثة الدعم، بل العكس فلديها خبراء في المستوى، على غرار ما قامت به استيفاني ويليامز في ولادة حكومة الوحدة الوطنية، لذلك لا أعتقد أن هناك حرج في البقاء ودعم الاستقرار في ليبيا.
- هل السيد أشرف الثلثي مستعد لمد يد العون للحكومة الوحدة الوطنية؟ وهل تمّ التواصل معك؟
أنا واحد من الذين ثمنوا وأشادوا بحكومة الوحدة الوطنية، بصراحة أنا حاليا أعدّ العدّة للمساهمة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولا أرغب في لعب أي دور في هذه الحكومة المؤقتة، والتي هدفها التحضير لانتخابات شاملة وعامة، لديّ برنامج وسأعتمد عليه للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.