مخرج الأفلام القصيرة، مصطفى بن غرنوط لـ «الشعب»:

نجــاح أعمـالي كان بفضل الأنــترنت

أجرت الحوار: أمينة جابالله

اقتحم مجال الإخراج السينمائي الوثائقي وفي ظرف قصير تمكن من توظيف هوايته وإثبات  جدارته في صناعة عدة أفلام وثائقية قصيرة،  يؤمن بأن تسمية مخرج أفلام أو صانع أفلام  التي نسبت له ما هي إلا عربون تكليف يخوّله في المستقبل إلى المساهمة في صناعة الفن، ويعبر من خلالها بطريقة فنية تستدعي الالتزام الجاد في العمل والحرص على أن يتم أداءها بأفضل صورة ممكنة، عن طريق الأركان الفنية الثلاث الصورة والصوت والإحساس.

-  الشعب: من هو المخرج الهاوي مصطفى بن غرنوط؟
 مصطفى بن غرنوط: أنا شاب هاوي عصامي من ولاية مستغانم، مهندس دولة في البيولوجيا عاشق للسينما والصورة ولأغلب الفنون، حيث تمكنت في السنوات الأولى من الدراسة بفضل الوالد أن أحترف مجال الرسم، وفي المرحلة الثانوية وجدت نفسي في التمثيل، أين خضت تجارب متواضعة، وبعد ولوجي عالم الشغل في تخصّص دراستي زاد حبي للتركيب والإخراج السينمائي.
-  كيف تمكنت من صقل موهبتك وقد بدأت  مشوارك بخطوات عصامية؟
 كنت أرى بأنه يمكنني من خلال هواية صناعة الأفلام أن أمضي قدما، صحيح لم أتكوّن في مدرسة خاصة بالإخراج ولكنني وجدت ضالتي في غمار التكنولوجياالحديثة فاعتمدت مئة بالمئة على الانترنت وإن صح التعبير كانت« مدرستي المباشرة » واستفدت من كل التقنيات والأساليب الفنية المتطورة التي تدخل في مجال الصورة والتركيب والإخراج السنمائي، وفي مدة قصيرة أصبحت أصنع الفيديوهات كأفلام قصيرة، منها الوثائقية وكذا ذات الرمزية الواقعية، وشاركت بها في عدة مهرجانات، في حين ساعدتني تلك المشاركات ومن عدة زوايا، أن أنظم لورشات ذات الصلة وتمكنت من الاحتكاك بأهل الاختصاص ومن سائر بلاد العالم الذين مازلت على تواصل معهم.
- كيف يلّخص مصطفى رحلة الألف ميل التي بدأت بخطوة عنوانها العصامية وجرعة تفاؤل التي تمثلت في المشاركات؟
 شغفي بفـن السينما لا حدود له، وإصراري على ركوب موجة الاحترافية في كل عمل أقدمه والتي كان متمثل في فيديو يعبر عن نفسه حتى وإن لن يلقى الاستحسان أجد نفسي أبحث عن فكرة أخرى أجسدها في فيديو آخر واضعا كل ما تلقتنه من الورشات الفنية، ولم أضيع ولا فرصة في المشاركة سواء داخل أو خارج الوطن، وللأسف معظم المشاركات التي كانت داخل الوطن كانت أعمالي تقابل بالرفض وعدم القبول، ولكن عندما شاركت خارج البلاد كانت  جلّ أعمالي تحظى بالتشجيع وتحصلَّت أغلب أعمالي على نتائج وجوائز مشرفة، فمن 2015 وأنا أربح جوائز من خارج البلاد، وإلى غاية اليوم لم أشارك بأفلامي على المستوى المحلي.
- ماذا أكسبتك  تجربة السعي إلى الاحترافية التي لم تكن سهلة، بحسب ما ذكرته؟
أجمل شيء الذي اكتسبته من خلال مشاركاتي هو التعرف على شباب مبدعين  طموحين وأتمنى أن تكون بيننا شراكات وتعاون لنقوم بأعمال مع بعض في المستقبل، وأعتبر أن تجربتي مازالت متواضعة، فأنا مازلت في مرحلة التعليم وأتمنى أن أطوّر مستوى عملي كي أنتج أفلام أحسن، فأنا لست مختص في الوثائقي أنا أميل للأفلام ذات اللمسة الفنية «كالأفلام المتحركة».
- ماذا تقول عن تجربة الفيلم الوثائقي «حياة جديدة للسمك» الحائز على الجائزة الثانية عالميا؟
أعتز كثيرا باللّحظة التي تحصل فيها فيلم «حياة جديدة للسمك» على المرتبة الثانية في مسابقة الأفلام القصيرة المنظمة من طرف منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، والتي عرفت مشاركة 180 فيلم من مختلف أنحاء العالم. فنجاح الفيلم كان من نجاح فكرة التجربة التي لم تكن معروفة، إلا في البلدان الآسيوية بالضبط في الصين، وفي هذه المناسبة أتوّجه بشكري إلى أعضاء جمعية «تريدون مستغانم» فالفضل أوّلا وأخيرا يعود إلى كل أعضاء الفريق الذين صنعوا الحدث، فبواسطة وسائل بسيطة وفي ظرف قصير للغاية تمكنا من حصد اللّقب الثاني من بين أكبر الدول العالمية، التجربة التي سمحت لنا من رفع اسم بلدنا الجزائر خارج الديار، وأتمنى أن نحصد الجوائز الأولى في المستقبل داخل الوطن و بأفضل فيلم هادف بإذن الله.
- برأيك ما هي العوامل التي تشجع على متابعة فيلم سينمائي حتى نهاية القصّة؟.
قبل أن أكون صانعا هاويا للأفلام كنت متفرجا وكنت أتأثر بفكرة العمل خاصة إذا أجاد أبطاله تقمص الدور بالشكل الصحيح،فالمتفرج تستهويه الفكرة التي يتفنن في تجسيدها فريق العمل لاسيما البطل الذي له حصة الأسد من نجاح الفيلم، وبالتالي يتمكن من إيصال الرسالة بكل صدق، وعليه أرى أنه من بين الأسباب التي  تستلزم إنتاج فن يؤثّر في الوعي العام وهو وضوح فكرة العمل مع الاحاطة بكل الجوانب التي تعمل على تحريك التفاعل وإثارة عامل المتعة الذي يراها المتلقي سببا مباشرا في مواصلة ومتابعة الفيلم إلى النهاية،خاصة إذا كان المحتوى العام يعبر عن الواقع المعاش، فلسيت وحدها أفلام الأكشن هي التي تصنع الحدث دائما، بالرغم من أنها تعتمد على الإثارة بالدرجة الأولى.
- ماهي الأعمال التي جاءت بعد»حياة جديدة للسمك»، وهل من مشاريع أخرى في الطريق؟
لقد قمت بتركيب فيلم قصير له علاقة بالواقع المعاش تتمحور فكرته حول الهجرة السرية «الحرقة» ويعتبر من بين الأفلام ذات اللّمسة الفنية، التي تتسارع أحداثها بلقطات تحمل دلالتين وهناك أعمال لم أضع لها عنوان مناسب مازالت قيد التجهيز وكلي استعداد في دخول غمار تجربة المشاركة بها في أقرب مهرجان للأفلام السينمائية القصيرة، فالمستقبل أراه  بعين متفائلة وسواء كانت أفلام قصيرة أو  صناعة فيديوهات تعبر عن نفسها فالكلمة الأخيرة تعود للمتلقي الذي يميز ما بين النافع والضار من حيث المحتوى والقيمة.
-  ما هي الرسالة التي تريد توجيهها للشباب وللمسؤولين عن الإبداع، خاصة في الإخراج السينمائي؟
 نصيحة لكل موهبة في مجال الإخراج أن تعتني جيدا بفكرة الموضوع وأن يكون ذو هدف .. فمن يريد استقطاب الجمهور عليه أن يسعى لتجسيد ما يكون ضمن انشغالات   العالم، وكلمتي للمسؤولين هو الاعتناء بقدرة الشباب الهاوي وتشجيع موهبتهم والأخذ بيدهم ومرافقتهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19547

العدد 19547

الأحد 18 أوث 2024
العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024