دعا رئيس المنظمة الوطنية للشباب والسياحة سمير بن غوالة، إلى إشراك الشباب في الحياة السياسية، من خلال أساليب أخرى خارج نظام الكوطة، منها التكوين السياسي داخل الأحزاب وغيرها، مبرزا في الحوار الذي خص به لـ«الشعب” انشغالات هذه الشريحة الكبيرة للمجتمع التي تتطلع لمستقبل أفضل تكون مساهما فعالا في بنائه.
- الشعب: اطلعت على مسودة مشروع قانون الانتخابات، ما هي قراءتك؟
بن غوالة: من خلال اطلاعي على الوثيقة تبين أنها تضمنت تغييرا طفيفا، متمثلا في زيادة كوطة النساء، وضع كوطة للشباب وتغيير نمط التصويت.
- مشروع قانون الانتخابات يفتح المجال للمشاركة الواسعة للشباب. كيف ترى ذلك؟
بخصوص الشباب فإننا نعتقد أن المشكل ليس في القانون في حد ذاته، ولكن في الممارسات التي نراها في الساحة السياسية والتي لم تتغير. الشباب اليوم لا يؤمن بالخطابات الرنانة بل يؤمن فقط بما يراه في الواقع ويعيشه في يومياته.
أحزاب تمارس الإقصاء والتهميش للكوادر الشبانية
- ما رأيك في نسبة تمثيل الشباب التي حددت بـ30٪، ألا يعتبر ذلك محفزا للطاقات الشبانية للانخراط في المجال السياسي؟
أعتقد أن نسبة 30٪ لتمثيل الشباب الذين يمثلون 75٪ من الشعب، قليلة أو مجحفة في حقهم.
كما أن إشراك الشباب في الحياة السياسية له أساليب أخرى، منها التكوين السياسي داخل الأحزاب وغيرها.
تعيينات الشباب في مناصب المسؤولية المختلفة، تعطي الأمل للشباب في الحياة السياسية للدخول عن قناعة من أجل الممارسة وليس من أجل ملء الفراغ وهنا الفرق.
تمارس معظم الأحزاب السياسية الإقصاء والتهميش للكوادر الشبانية، ولا تقدم أي تكوين لا سياسي ولا اقتصادي ولا اجتماعي، كما أن خطاباتها مستهلكة دائما والشباب لا يؤمن بهذه الخطابات وينفر منها خوفا على سمعته، خاصة بعد المحاكمات التي أطاحت بأكبر السياسيين في البلاد كانوا هم مسؤولو الأحزاب التي يقال عنها كبيرة.
أما الأحزاب الجديدة التي أنشئت لتحدث القطيعة والتغيير وكلها شباب، لم يعط لها بعد الترخيص ولا الاعتماد.
- ما هي الانشغالات التي يطرحها الشباب وهل يوجد في المنظمة منخرطون في أحزاب سياسية؟
من خلال احتكاكنا بشريحة كبيرة من الشباب، من بينهم أعضاء منظمتنا عبر مختلف الولايات، نرى أنه ليس من السهل أن تغير نظرة الشباب إلى الواقع، إلا بتغيير الظروف التي يعيشونها وهذا ما لم يحدث، خاصة مع انعكاسات وباء كورونا الذي أحال فئة كبيرة من الشباب على البطالة.
أما بخصوص الانتساب للأحزاب السياسية، نعم هناك بين أعضائنا منخرطون في أحزاب سياسية مختلفة بصفة فردية وكانت هناك مناقشات وتفكير في الشهور السابقة من أجل الترشح للاستحقاقات القادمة عبر قوائم حرة..، في الحقيقة الشباب يحتاج إلى إشارات واضحة جدا وتغيير كل الممارسات القديمة التي تسيئ إليه، من خلال بعث القليل من الأمل في نفوس ملايين الشباب الذين ينتظرون توفر ظروف العيش الكريم والإستقرار الأمني والسياسي من أجل التفرغ لمواجهة الأخطار الخارجية.