يرى الطبيب الرئيسي المختص في الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك بالبليدة، عبد الحفيظ قايدي، وجوب بناء منظومة صحية وفق أسس وقواعد صحية قادرة على محاربة الأمراض والأوبئة التي قد تظهر مستقبلا.
- الشعب: يبدو أنّ جائحة كورونا كشفت هشاشة الكثير من المنظومات الصحية عبر العالم، في اعتقادكم ما هي الاستراتيجية الصحيحة لمجابهة الأمراض الوبائية بالجزائر؟
الدكتور عبد الحفيظ قايدي: الجزائر أمام حتمية رسم استراتيجية صحيحة لمجابهة الأوبئة، وتكون الانطلاقة من مصالح الأمراض المعدية والأطباء المختصين في المجال الذين يعدون على الأصابع، وكذا بعث تخصص الأمراض المعدية لأنه قليل جدا، لأنّه مقترن بفلسفة انها أمراض نادرة الحدوث، غير أنّ ظهورها مجدّدا على غرار «الكوليرا»، إضافة إلى الكورونا يستوجب تغيير النظرة من خلال بعث الاختصاص بالجامعات والحرص على التكوين الجيد للأطباء والممرضين.
- هل تعتقدون أنّ المصالح المختصّة قادرة على التّصدي لأي وباء مستقبلا؟
أكيد لا، فـ «كورونا» كشف قلة المصالح المختصة في معالجة الأمراض المعدية عبر ولايات الوطن، ماعدا بعضها التي تستقبل المصابين من مختلف الولايات على غرار مصلحة بوفاريك التي يتوافد عليها مرضى من ولاية عيد الدفلى الجلفة، الشلف إلى مصلحة صغيرة لا تتسع للعدد الكبير، خاصة وأنّها تضم وحدة خاصة بالرجال، النساء والأطفال ما يستدعي التفكير بجدية في توسيع المصالح الاستشفائية الخاصة بالأمراض المعدية عبر كل الولايات.
- هل الجزائر تتوفّر على المورد البشري الكافي من أجل مجابهة الجائحة؟
بعض مستشفيات الجزائر على غرار القطار بالعاصمة وبوفاريك بالبليدة، لديها أطباء أكفاء مختصّون في المجال، خاصة وأنّ مستشفى بوفاريك يضم 15 طبيبا مختصا في الأمراض الفيروسية وممرّضين متمكّنين في الميدان الوبائي ولديهم تجربة في تسيير الأوبئة، غير أنّ هذا غير كاف وبحاجة إلى دعم مستقبلا خاصة عند تطور الوضع الوبائي وانتقاله إلى مرحلة التفشي، هنا يجب تجنيد مختلف الاسلاك من أجل القضاء على الفيروس ومحاصرته في مناطق الانتشار.
- هل طريقة التّعامل في التّصدي لهذا العدو ناجعة؟
طريقة التّعامل مع «كوفيد» عرفت مرحلتين مرحلة التحكم في بداية الوباء ومرحلة صعوبة السيطرة بعد امتلاء المستشفيات خاصة في المدن الكبرى، غير أنّه من المستحسن أن تعمل الوزارة وفق طريقة عمل موحّدة في مجابهة الفيروس بجميع ولايتها لأنّ بعض الولايات تفتقر لإمكانيات مادية وبشرية مقابل انتشار كبير للفيروس، وهذا ما يجب العمل عليه مستقبلا.
- ما هي رسالتكم إلى السّلطات والمواطنين؟
توصياتي تبدأ من السلطات التي يجب أن تستفيد من تجربة «كوفيد 19» في التعامل مع الأوبئة مستقبلا، وهذا من خلال بناء منظومة صحية متطورة قادرة على مجابهة أي ظاهرة، وأنصح المواطنين باعتبارهم العامل الأساسي في المعادلة، أن يلتزموا بالوقاية والنظافة مشروطة في التعامل مع الأمراض الفيروسية.