المنتخبة بالمجلس الولائي بباتنة نورة مراح لـ «الشعب»:

ولوجي العمل السياسي كانت أمنيتي باستشارة العديد من الجهات

حوار: نور الدين لعراجي

 لا تزال بعض مناطق الأوراس تفتقر للتّنمية الشّاملة
 أنحدر من أسرة ثورية قدّمت 65 شهيدا وأربعة من أعمامي شهداء


يتقرّب منها الجميع بمختلف شرائحهم، يلجأون اليها قصد حل مشاكلهم العالقة في البلدية أو الولاية، من سلالة المجاهدين بالأوراس الأشم، تضع المنتخبة مراح نورة أولى خطوات عملها السياسي ، ومشاركتها في المجلس الولائي، دون أن تحول الطبيعة الجغرافية للمنطقة والمحيط الاسري الذي نشأت في وسطه، على منعها من إكمال مسيرتها النضالية.
«الشعب» التقت عضو المجلس الشعبي الولائي بباتنة في إحدى دورات المجلس، وكان لنا معها هذا الحوار.

❊ الشعب: كيف كانت فكرة دخول المعترك السياسي؟

❊❊ المنتخبة مراح نورة: اسم ن ؤحلاق امقران ذق وول انو د تزاليت ف ؤمصبران نس محمذ اوعبد الله ذ امدوكال نس ذ وين اهن اضفرن س ثالويث ازول سقول.
بادئ ذي بدء أشكركم على هذه السانحة، والتي من خلالها تسلّطون الضوء على ظاهرة إقحام المرأة ومشاركتها في المجالس الانتخابية بعد أن كانت بالأمس القريب حكرا على الرجل، وقد افتكت المرأة هذا الحق والفضل كل الفضل يعود الى القيادة الرشيدة في منحنا دخول المجالس وبنسبة 35٪، حيث أن دخولي المعترك السياسي لم يكون وليد اليوم وإنما يعود في خلت ظهر الالحاح عليا في الظهور والمشاركة في المجالس الشعبية ومنذ العهدتين السابقتين، إلا أن ظروف العمل والدراسة حالت دون ذلك.
إلى أن تشاء الأقدار في سنة 2016 وبرغبة مني ولوج علم السياسة وقد دخلته من بابه الواسع وكان ذلك طبعا بإستشارة ومشورة العديد من الجهات والقيادات التي لها باع كبير في السياسة وفي النضال في صفوف جبهة التحرير الوطني كانت أو مشاركة والظهور في قائمة الانتخابات التشريعية والترشح ضمن قائمة المجلس الشعبي الوطني عن حزب جبهة التحرير، والحمد لله كان إنبرائي في نفوس الناس كبير جدا بحيث صار اسمي منقوشا، كان طبعي التواضع واللغة البسيطة التي يريدها الناس بعيد عن كل تصنع أو تنمق،
وكنت اتوجه بالكلامة باللغة الامازيغية وكنت المرأة الباتنية  الاولى التي تحدثت بالشاوية بحكم طبيعة المنطقة، وبذلك تسللت للقلوب بسهولة.

❊ ما هي مهامك كمنتخبة؟

❊❊ أما مهامي كمنتخبة إنما هي همزة وصل والجسر الذي أعبر به الى الهيئات والسلطات المعنية انشغالات وهموم ومعاناة الناس لازلنا وإلى اليوم، وبالرغم من المجهودات التي بذلت من قبل تزال ولاية باتنة إلا أن مناطقنا لا تزال بعيدة عن التنمية الشاملة، لا تزال مشاكل الغاز والكهرباء تطرح، لا تزال مدارسنا بحاجة الى مطاعم مدرسية لا تزال طرقاتنا مهترئة، شبابنا تهدده البطالة والفراغ يقتله، ظواهر غريبة باتت دخلية على مجتمعنا، إلا أننا لم نضع اليد عليها بعد، مشاكل لا أول لها ولا آخر نحاول أن نجد لها الحل، طبعا لن يتأتى ذلك الا بتكاثف الجهود لطرح المشاكل، وإيجاد الحلول المناسبة والتي تتطلب الكثير من الحكمة والحنكة.

 أحاول نقل همومهم والاستماع عن كثب لانشغالاتهم   وما توفيقي إلاّ بالله

❊ كيف توفّقين بين البيت والعمل بالمجلس الولائي؟

❊❊ فيما يخص بين ازدواجية العمل أو إن صح التعبير ثلاثية العمل فتربيت على حكمة وضعتها صوب عينايا ومنذ نعومة أظافري وهي لا ينجز الاشغال إلا الرجل المشغول وما توفيقي الا بالله، الامر الذي ييسر علينا الامور هو حبي لعملي الشديد أعمل بكل تفاني وإخلاص ولا أتوانى أبدا ولا أتقاعد، أبذل كل جهدي لاني مدركة أن الوطن غالي ونحاسب عليه، أعمل كل جهدي لأتقن عملي والحمد لله وبشهادة الجميع يطلقون عليّ بالمرأة التي تتفانى ومخلصة في عملها «حقيقة ولا أمدح نفسي»، والشيء الجميل موازاة لذلك أني أحب المطبخ وقد تربيت في أسرة تقليدية ومنذ الصغر تعودت على أشغال البيت، والدي رحمة الله عليه كان يحب الكسكسي الذي يفتل في يومه والكسرة التي تخبز في يومها، فتربيت أنا وأخواتي البنات على ذلك بين الدراسة وأشغال البيت، وقتي مقسم أستيقظ في غالب الاحيان باكرا أحضر الفطور، ثم أقوم بتحضير الكسرة وأقوم بإعداد الغذاء للعمل «علما أني أجيد صناعة الحلويات خاصة المقروذ والبقلاوة والحلويات العصرية أحب التفنن فيها»، عند الانتهاء، أقوم بتحضير نفسي وأشغّل محرك سيارتي وأنطلق للعمل، العمل السياسي لم يثبط عزيمتي بل زادني شغفا وحب العمل، أستقبل مكالمات الناس وانشغالاتهم أحاول قدر الامكان حلها.
ومنذ مدة فتحت مداومة بمقر قسمة حزب جبهة التحرير الوطني بوادي الماء لألتقي وأتقرب من الشعب أكثر، وأحاول نقل همومهم والاستماع عن كثب لانشغالاتهم وما توفيقي الا بالله.

❊ تنحدرين من أسرة مجاهدة، كيف تقيّمين تاريخ الأوراس اليوم هل أخذ حقّه من الكتابة؟

❊❊ الأوراس الأشم أرض البطولات والأمجاد، أشجاره أحجاره ترابها طاهرة بدماء الشهداء وتضحيات المجاهدين الاوفياء، أنحدر من أسرة ثورية، 65 شهيد وأربع أعمام شهداء، والدي الحاج مراح أو ما يسمى إبان الثورة الحاج بولميناث، وهذا راجع الى معرفته الكبيرة في صنع القنابل وزراعتها، أذكر في رواياتها أنه كان وفي كل مرة يضع فيها قنبلة الا وينال من العدو نيلا كبيرا وغنائم خاصة الاسلحة والرصاص، وفي إحدى الغارات تمكن من إسقاط طائرة مروحية بجبل أولاد منعة حتى أنه تغنى به أحد الشعراء في مطلع قصيد كتبها خصيصا له يقول فيها: «الحاح مراح طيح الطيارة او راح».
أقوم في الآونة الاخيرة بجمع المعلومات وإعادة كتابة تاريخ المنطقة، استجمع التاريخ على لسان المجاهدين القلائل الذين لا يزالون على قيد الحياة، التاريخ لم يجمع ولم يدون بالشكل المطلوب حتى أن الروايات تتضارب في كثير من الاحيان،
ولا أخفيك سرا الحقيقة مرة في مجملها، لكن أملي كبير في الكتاب والمثقفين اليوم أن يعيد ترتيبه وكتابته بالشكل الصحيح ومن المصادر الموثوقة لأن تاريخ المنطقة لا يفيه كاتب أو اثنان او ثلاثة، فتاريخ الاوراس إن كتب فجميع المكاتب لا تقوى على حمله.
❊ هل تلقّيت قبول الأسرة والمحيط لمهمّتك الحديدية كمنتخبة؟

❊❊ أما عن تقبلي داخل الاسرة والمجتمع، في الحقيقة لم أجد معارضة من قبل الاسرة بحكم أنني خريجة جامعة  وعاملة، علما أني أتقلد منصب رئيسة مركز التطهير الامر الذي سهل عليّ الولوج الى عالم السياسة بكل سلاسة وبالعكس ساندوني وبشكل كبير خاصة أختي سمية، والتي تتابعني في كل صغيرة وكبيرة وحتى في انتقائها لملابسي، فهي التي تشرف على الكثير من أموري و تراقب عن كثب كل ما يحصل، فصارت وهي التي كانت لا تمت للسياسة بصلة أصبحت سياسية ومن الطراز الاول.
أما عن المجتمع فقد تلقّيت معارضة شديدة خاصة في قائمة المجلس الشعبي الوطني في التشريعيات، خاصة من قبل العائلة، لكن يد الله فوق أيديهم فرصة المجلس الوطني لم تكن خليفتي لكن المجلس الشعبي الولائي ظفرت بها والحمد لله
وأخبرك بشيء أن العديد ممن عارضني تشاء الاقدار بعد وصولي للمجلس الولائي إلا وجاهد للحصول على رقم هاتفي والتوسل لتقديم يد العون والمساعدة، وأصدقك القول لم أصد أحدا وساعدت بما أستطيع والحمد لله.

❊ في ختام هذا اللّقاء ماذا يمكنك قوله؟

❊❊ وفي الختام أشكركم جزيل الشكر على فرصة التواجد معكم، والقضاء معكم وبينكم وقتا من الزمن، والتي سررت بذلك أيّما سرور، شكرا لك ومن هذا المنبر أستغل الفرصة لأشكر كل طاقم جريدة «الشعب» التي تعتبر رمزا تاريخيا من نضال هذا الشعب، والعاملين فيها كل باسمه ومقامه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024