غير مسار سيارته، واقترب قليلا من السياج الخارجي لحديقة الوئام ثم اوقف سيارته بجانب الرصيف، وكأن قلبه يصّر على الخروج من داخل القفص الصدري ليتأكد من أنها حبيبته من عدمها وهو نفس السؤال الذي أخلط أفكاره، وجعله يتساءل :
هل تكون هذه الأنثى التائهة حنان جسدا وروحا، وهل تصبر حنان على ارتداء أسمال بالية ورثة، معكرة وسخة، وفي امتداد عينيها يغيب النظر، وهي تلتف جانب الطريق نحوه، وكأنها أوجست خيفة لشيء ما يراقبها وسط زحمة هذه البراءة من الأطفال التي تجمعت حول نافورة الحديقة تُأتي الحمام اُكله وهديله في الرحب كمروج خضراء تسبح في عز ربيع قادم
قال : لا يبدو أنها عدوانية وقاسية كباقي المجانين، وإلاّ ما ترك الآباء أبناءهم يمرحون ويفرحون، وهي تتوسط هذا الكوكب الطفولي الجميل ياه ...ياه
ما إن التفتت نحوه حتي بزغ نظرها على نظراته نحوها، وانتابته مسحة من الفزع والخوف ، مما جعله يسقط بصره نحوها وكأنه يوهم الأخر بحبه وأنه مبهور بالأطفال وهم يلعبون، وما إن عاود الكرة نحوها، حتى أرمقته بنظرة حادة فأخرجت سيجارة من ''عبون'' صدرها. أدركته من دون الجموع طالبة منه ولاعة سجائر.
قال جمال :لا أملك ، لا أدخن
وبحيرة ودهشة كبيرتين
المجونـــة
نورالدين لعراجي
17
سبتمبر
2013
شوهد:748 مرة