المجونـــة

نورالدين لعراجي
17 سبتمبر 2013

غير مسار سيارته، واقترب قليلا من السياج الخارجي لحديقة الوئام ثم اوقف سيارته بجانب الرصيف، وكأن قلبه يصّر على الخروج من داخل القفص الصدري ليتأكد من أنها حبيبته من عدمها وهو نفس السؤال الذي أخلط  أفكاره، وجعله يتساءل  :
هل تكون هذه الأنثى التائهة حنان جسدا وروحا، وهل تصبر حنان على ارتداء أسمال بالية ورثة، معكرة وسخة، وفي امتداد عينيها يغيب النظر، وهي تلتف جانب الطريق نحوه، وكأنها أوجست خيفة لشيء ما يراقبها وسط زحمة هذه البراءة من الأطفال التي تجمعت حول نافورة الحديقة تُأتي الحمام اُكله وهديله في الرحب كمروج خضراء تسبح في عز ربيع قادم
قال : لا يبدو أنها عدوانية وقاسية كباقي المجانين، وإلاّ ما ترك الآباء أبناءهم يمرحون ويفرحون، وهي تتوسط هذا الكوكب الطفولي الجميل ياه ...ياه
ما إن التفتت نحوه حتي بزغ نظرها على نظراته نحوها، وانتابته مسحة من الفزع والخوف ، مما جعله يسقط بصره نحوها وكأنه يوهم الأخر بحبه وأنه مبهور بالأطفال وهم يلعبون، وما إن عاود الكرة نحوها، حتى أرمقته بنظرة حادة فأخرجت سيجارة من ''عبون'' صدرها. أدركته من دون الجموع طالبة منه ولاعة سجائر.
قال جمال :لا أملك ، لا أدخن
وبحيرة ودهشة كبيرتين

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024