لم تكن عودة جمال هذا المرة بشأن الزواج كما كانت تنتظر والدته بل أن الأمر هذا قد تجاوزه التفكير، وهمه الدائم هو الشغل والجامعة والأبحاث التي غرق فيها، كل هذه المشاغل لم تدع له وقتا ليفكر في الزواج بعد ما اكتوى بخرجة والدي حنان وشروط الزيجة التي أوقفت كل أحلامه، بل إن جميلات موريال وممن يعملن معه بحقل الجامعة يتمنين الفوز بقلبه الأمازيغي الفح..ولكنه في كل مرة ، يصد مهن على أنه لا يفكر في هذا الأمر إطلاقا و أما همه الكبير ، وشغله الشاغل هي الأبحاث الجامعية لا غير، وأن الحياة بالنسبة إليه أخذت منحنى آخر منذ أن أقسم على عدم محاكاة أنثى، ولكن ما إن رآها تتوسط ذلك الكرسي الحجري قرب حديقة الطريق المؤدي إلى المطار، حتى هزه المشهد الفضيع ولم يجد له في مخيلته أي تفسير.
فقد رآها نعم لم تُشبه له
بل هي
سبحان اللّه
إنها تشبهها تماما
وكأنها ''حنانو''كما كان يحلو له مناداتها
لا..لا ''حنان'' جميلة جدا، تحب نفسها كثيرا، متألقة دوما، تعتني بشكلها وهندامها أكثر من أي شيء. تحب قوامها ورشاقتها، بل هي أنيقة دوما.
لا لا أظن أنها هي.
محال ..مستحيل .مستحيل
ألهذا الحد يمكن أن تضيع''حنان'' من قبضة الفرح، وتتلاشى هكذا كأوراق خريف حزينة تندمل الجراح لوقعها، وتذرف الدموع لوجدها
لا لا
لا يمكن أن تكون هذه الفتاة الشمطاء حنان.
المجنونة
نورالدين لعراجي
15
سبتمبر
2013
شوهد:726 مرة