الميزان غائب!

سعيد بن عياد
14 سبتمبر 2013

هل فقد الميزان قيمته في السوق؟
يبدو أنّ المفهوم بكل ما يعنيه من دقة وعدل بين التاجر والزبون على مستوى أسواق الخضر والفواكه فقد معناه، إلى درجة أنّ المستهلك يقتني كيلوغراما ويدفع ثمنه مع علمه أنه يتسلّم أقل من ذلك، وغالبا ما يخسر بين 100 و250 غرام، وترى التاجر يبتسم وهو يمسك النقود وكأنّه لا يدرك ثقل جريمة سرقة الميزان.
المفروض أنّ كل منتوج غذائي يباع بالميزان، والمفروض أن تخضع أجهزة الميزان للمراقبة الدورية وهي مهمة كانت من تقاليد التجارة في زمن مضى، يوم كان التاجر شخصا له مركزه الاجتماعي يتجاوز بكثير البيع والشراء، ومن هذا للأسف هناك بعض الأنشطة التجارية التي لا تخضع لهذه القاعدة ويفضّل أصحابها البيع بالقطعة وكل على تقديره وهواه، يتعلق الأمر بتجار الحلويات الشرقية مثل قلب اللوز، الشامية والبسبوسة، وغيرها من الحلويات التي انتشرت بشكل مثير في المدة الأخيرة بالرغم من آثارها الصحية السلبية لمن يكثر منها، فالحذر من الإفراط في تناول السكريات، ومع أنّ مثل هذه النصيحة تزعج تاجر الحلويات الشرقية الذي لم يعد يحمل مئزره الأبيض الناصع، وليته يحترم مقادير الميزان، بل البعض يسمحون لأنفسهم بتقدير حجم القطعة المطلوبة، فتجدهم يشحّون إلى درجة تثير الهزل.
الملاحظ أنّها تجارة رائجة في هذا الظرف، وانتعشت كثيرا بعد شهر رمضان، ويبدو أنّ دخول الإخوة السوريين لاجئين منح لبعضهم فرصة مواتية للاسترزاق وبشكل مضمون الربح، لكن ليتهم يعتمدون صيغة البيع بالميزان، وهي مسالة ترتبط بالأساس بمدى استعداد الجهات الإدارية المكلّفة بتنظيم وضبط الأنشطة التجارية لإعادة الأمور إلى نصابها وإنهاء الارتجال، ذلك أنّ الأسعار حقيقة حرة ومرتفعة، لكن لا مجال لأن يترك الميزان الغائب عرضة للعبث من أصحاب الربح السريع.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024