في الوقت الذي ينتظر فيه من البنوك والمصارف التي تتعامل مع الجمهور مباشرة ترقية الخدمة بتحسين شروط الاستقبال والسرعة في تلبية حاجيات المواطنين، لا تزال بعض البنوك تعاني للأسف من بطء العمل وتثاقل الإجراءات ليس عند فتح حساب أو غيره، لكن على مستوى شبابيك دفع الصكوك وإخراج الأموال.
هل من الطبيعي أن يقابل الزبون ببرودة ويعامل بأسلوب لا يعكس حقيقة عصرنة النظام البنكي رغم عصرنة التجهيزات، في ظل استمرار ظاهرة الطابور والانتظار لساعات من أجل تحصيل مبلغ من النقود، ويزداد الأمر سوءا لما يبرر البعض ممن يشرفون على الشباك بأن الإجراءات تتطلب ذلك ولا حيلة مع التكنولوجيا، أمر غير مفهوم في زمن المعلوماتية كما لا يمكن تبرير ادعاء بعض الشبابيك ببعض المصارف بأن “السيستام تعطل”، ومنه بنظرهم لا مجال للعمل حتى تعود الحركة للشبكة المعلوماتية.
أول أمس، بأحد بنوك العاصمة نتج ازدحام كبير بسبب تعطل “السيستام” واضطر المواطنون الانتظار لأكثر من ساعتين، بينما فضل آخرون العودة من حيث أتوا. بالطبع أدى ذلك إلى تشكيل طابور لانتظار الدور وزاد من تكهرب الجو المشحون اختلاط التسلسل بعد أن اختلطت الأمور على الموظف وتسرب البعض ممن لا يزالون يكرسون ذهنية “المعرفة”، عندها تأكدت أن هذه الذهنية هي السبب أيضا في تأخر انتشار تكنولوجيات الاتصال وطول انتظار الجيل الثالث للهاتف النقال.
ليس عامل البنك المسؤول عن تدهور الخدمة بل حتى قسم كبير من المواطنين بين من يقف على رأس زيد أوعمر، وهو يملأ شيكه ومن لا يتواني في قراءة مضمون الصك بعينيه، ومن يقف مباشرة وراءك وأنت تراجع حساب المبلغ الذي أخرجته. إنها إهانة للبنك أولا بعد أن يفقد قيمة السرية، وللمواطنين ثانيا بعد أن تجردوا من قيمة الاحترام للغير ومن ثمة، فقدوا احترامهم أيضا.
ولو يبادر أصحاب المصرف بفتح شباك أو اثنين حسب قوة الطلب وارتفاع عدد الزبائن لما كانت كل تلك الانتقادات للمنظومة المصرفية وما ينجر عن ذلك من انتقاد يشمل أمورا أخرى سببها ثقل عمل شباك المصرف ومن ثمة يمكن تصور درجة مسؤولية عامل بسيط في نشر الارتياح إذا كان صاحب ضمير، وأيضا إشعال فتيل الغضب بين الناس إذا كان عديمه.
مسألة ضمير؟
سعيد بن عياد
12
سبتمبر
2013
شوهد:597 مرة