إذا كانت المدرسة فعلا قادرة على استكمال دور الأسرة والبيت في توجيه وتهذيب الأجيال الصاعدة، ينتظر المرأة الأستاذة والمعلمة والمساعدة التربوية، والنفسانية، دور حساس أمام تحديات العولمة وتعقيدات الحياة الاجتماعية الراهنة وما يصاحبها من مخاوف انتشار الآفات والانفتاح الإعلامي والرقمي.
إذا دور المعلمة يجب أن يكون مرافقا ومكملا لا موازيا لدور الأم في تنشئة الأجيال وتقويم سلوكياتهم واحتضان اهتماماتهم، وتصحيح أخطائهم بطريقة تخلصهم من الشعور بالذنب والإخفاق، بالنظر للدور الجوهري للتربية في تهيئة النشأ حتى يكون أحسن خلف وقادرا على الحفاظ على الأمانة .
يجب أن تتحلى مربية اليوم التي تنتسب إلى المنظومة التربوية سواء كانت معلمة أو أستاذة عبر جميع الأطوار بوعي وبعد نظر من أجل تحصين وصقل أفكار أبنائنا، أمام مد أخطار البريق الاعلامي الاجنبي حتى تبقى الشخصية الجزائرية حريصة على عدم الانسلاخ من جذورها ومبادئها .
واجب المعلمة كذلك يكمن في التلقين الجيد، حتى يكون مردود التحصيل للمتمدرسين في المستوى، لأن المعلمة قادرة على امتصاص نسب التسرب المدرسي والتقليص منها إذا تمكنت بجدية في أداء دورها .
هناك العديد من الأولياء باتوا يشتكون من ضعف التحصيل لأطفالهم تارة يرجعونها إلى عدم تحكم الأستاذ المؤطر في مادته وتارة اخرى إلى إدمان الصغير على الأنترنيت وألعاب التقتيل الالكترونية، لكن المعلمة والأسرة شريكين يتقاطعان في إعداد الجيل، خاصة بعد أن ثبت أن الطفل المجتهد والملتزم بالتحصيل تضعف أمامه فرص الانحراف أو التسرب عن طريق ترك مقاعد الدراسة مبكرا وقبل سن السادسة عشر .
أي نجاح أو إخفاق يكمن في جدية وإرادة الأستاذة، فأي منطق تلقن به ينعكس على إطارات الغد فالطبيب الجيد والطيار البارع، والمهندس المبدع والاستاذ المدرس وفوق هذا وذاك أم وأب الغد يتشكلون على يدي المعلمة والأستاذة فيجب أن تحذر من المسؤولية.
جدية الأستاذة
فضيلــــة/ب
09
سبتمبر
2013
شوهد:737 مرة