قلت من أين لها أن تتكهن بالعذاب الوبيل الذي كان حين حدثتك ذاك المساء، كانت آخر مقاطع القصيدة، مازالت عالقة بهودج الجرح ، في حينها كنت قابعة بقلعة البوح ولعنة النحاس قد وطأت جهات الوطن وكم كنت أمقت صوتا لايخلف وراءه الا الثكالى،حدثتك بلغة لا يفك رموزها إلا أنت، ولايفهم معانيها الا قلب إكتوى بحرقة السقم، فلماذا أتفاجأ بخرجاتك المبهمة في غيابي ولماذا تحرقني نار المنأى كلما ازددت بعدا عنك، وتجعلني جمرا كلما إقتربت إليك، ولماذا شظاياك توزعني هشيما ذات اليمين وذات الشمال، والطرق إليك موصدة ! توقظين في نفسي حطام الخوالي من الذكريات .
ذات مساء وأنا ألملم أوراقي «إعترافاتي، حكاياتي شهقاتي، و مابقي لي من زفرات كنت قد تركتها بمضجعي سقطت من يدي ورقة ميلاد «سلمى» النائمة بين نبضي، وتحت حماية الثلج وأنا أحدق في الورقة جثيت برهة أحملق فيها . وفجأة قالت لي «لاتشغل البال بماض الزمان»، ولا بآهات العيش قبل الآوان» فهمت الرسالة جيدا، واكتشفت ذاتي نفسي، أدركت للمرة الأولى ان حطام السفن في قاع البحر، كما حطام العشق في القلوب النسيان ذاكرة تتحدى الموت.
حديث دموع
نورالدين لعراجي
09
سبتمبر
2013
شوهد:648 مرة