يا حسراه على مقاهي زمان. .

سعيد بن عياد
07 سبتمبر 2013

تعرف المقاهي نشاطا لا ينقطع خاصة على مستوى عاصمة البلاد، حيث يكثر الطلب على خدماتها في ظل تردي النوعية وتدني شروط الصحة العمومية. لا يتعلق الأمر بجوانب نظافة فنجان القهوة الذي استبدل بفناجين ورقية (جوتابل) أفقدته الذوق، وليس بانعدام النظافة على الطاولات المليئة ببقع تقزز المستهلك، ولكن أيضا وهنا المصيبة الكبرى بنادل المقهى نفسه.
"لقهواجي"اليوم، ـ ما عدا قلة ـ ليس كما كان بالأمس نظيفا، مبتسما وأنيقا بمئزره ناصع البياض، وحتى ربطة العنق ببعض المقاهي الشهيرة،، كان يومها مؤدبا يتقن مهنته ويجيد الحديث دون لغو أو هراء. كانت المقاهي منابر للفن والأدب.
أما اليوم ـ وتكاد الصورة عامة ـ فعامل المقهى قلما تجده بتلك الصورة، وإنما وللوهلة الأولى يصدمك لباسه غير النظيف، وقهقهة زائدة عن اللزوم، والأدهى والأمر طريقة خدمة الزبون دون مراعاة معايير الذوق رغم غلاء الخدمات.
ما أحوج أن تنزل فرق مراقبة النظافة التابعة للبلديات ومصالح التجارة وحتى ممثلي اتحاد التجار إلى الميدان للوقوف على مدى توفر شروط النظافة ومرافقة عمال المقاهي، وحتى المطاعم الشعبية في التزود بثقافة التزام قواعد الصحة والوقاية بدءا من مراقبة أظافر اليد ومآزر العمل إلى تفتيش مدى سلامة أدوات العمل ونظافة دورات المياه.
ومدينة مثل الجزائر العاصمة التي تشتاق لاسترجاع بياضها بدءا من رد الاعتبار لبياض مئزر نادل المقهى وخادم المطعم تستحق لعمل في العمق حتى تتخلص من الترتيب السيء الذي تحتله في مدونة مدن العالم الأقل نظافة والأغلى معيشة، ولديها كافة المقومات لتستعيد رونقها بقليل من الاهتمام من المسؤولين المحليين وبعض الاعتناء من سكانها وروادها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024