أما زلت تذكر وصية ''يحيى الكبيدة'' التي حفظتها على ظهر قلب ''اخسر وفارق'' ، وايضا ''روح الله يجعلك غابة والناس حطابة'' هي كلمات كانت بحجم السنين العجاف، و ما حصدته قد أنذرت منه للعشق ما تشاء.
اللحظة تم أمام عينيك صور من شريط الأمس حين دقت الواحدة بعد الليل، منذرة للعلن القرار الحسم. وها هي سيارة الأجرة تملك على ظهرها، تقطع بك مئات الأميال والأميال، وعبر الدروب الممتدة نحو الحضنة إلى جبال ''المهير'' ثم سفوح ''تيزي فشوشن''، لتظلك أعالي ''الزبربر'' وتخفيك حتى يطلع فجر جديد آخر، ثم تحتضنك مدينة ''سيدي عبد الرحمان.'' وأمام قصر الرياس تبدأ رحلة البحث عن عروس البحر عفوا عن شهرزاد.! تحملك أقدامك نحو ''القصبة'' وفيها يستقر بك المقام. إلا أن الأعين ما زالت تراقبك، وتتابع كل ما من شأنه أن يثنيك عن الانخراط في رحلة البحث هذه، وتمر السنوات وتليها أخرى،وحبّ ''طبنة'' يكبر في غياب شهرزاد. تمتد فترة الإقامة هناك حدّ المكوث الأبدي ، إلا أن الحنين يعود بك إلى الذكريات وما أعظمهما.
حين فكرت في العودةن كل شيء بدا أمامك سهلا، ولكن المفاجأة التي كانت تنتظرك علمها عند ربي، وها هي ''بريكة'' تختزل كل شيء كان جميلا أمامك. وتسقطك من على حكاياها ذات الأكمام المترادفة وها هي الزنزانة تؤنسك
في عزلة المكان فتهجر الناس ''مثلما ينزوي الغزال الجريح عن أحبته، ويتوارى في كهفه إما يبرأ او يموت.''
فما أبهى حنايا الصبى وما أشد ظلمتك في هذا الليل يا بريكة.
طبنة : الاسم الروماني لمدينة بريكة حاليا
- إيه'' :طبنة .'' و لكن- !
نورالدين لعراجي
05
سبتمبر
2013
شوهد:724 مرة