كانت المسافة قريبة، لكنها تراءت لك وكأنها في مجرة غير كوكب الأرض. ولحظة وصولك المحكمة نطق ''البرقادي:''
- ابقَ مكانك سوف نقوم بالإجراءات. ثم نظر يمينا ثم التفت شمالا جهة باب المحكمة، قائلا لأعوانه:
- اذهب أنت و افتح الطريق
- أما انت ابق بجانب المدخل الرئيسي، ولا تدع أي أحد يقترب من الباب
- أنتما ابقيا معي هنا وأدخلاه بحذر
عند نزوك من سيارة الشرطة، شاهدتُ التحركات العديدة لأصدقاء وابناء حارة ''الملح'' مهد طفولتك، وبعض من أبناء الجيران، كان أحدهم والدك يتحرك بقامته القصيرة يتابع خطواتك، وعباءته البيضاء في شكلها المعهود.
من بعيد بادلتهم التحية وعيناك تذرفان أنهارا من الدموع،وأنت تحاول في كذا مرة أن تتظاهر بثغر باسم، ولكن هيهات فدموع الغربة تقطع كل منظر مزيف، وشفاهك تعيد رسم الفرحة، وإخفاء القلق بعضهم ينادي على اسمك من بعيد.
قال الشرطي: كل هذه الجموع جاءت لأجلك .
قلت له'' :مثلتُ نفسي إلى تبيب فوق شجرة ينادي: يا ويح من خانه الحبيب، ويا همومي في بلادي، الّي حبّك حبو، و فوق الرأس اعملوا عمامة، والّلي أنساك أنساه، وروح وخليه حتى القيامة''
صعدت سلّم المحكمة، حتى وصلتُ الطابق الثاني، على يسارك كان الباب مفتوح. قال الشرطي: أدخل هنا.
ولجتُ الغرفة الكبيرة الخاوية على عروشها، حتى أذّن لك بالدخول.
الغرفة الأولى
نورالدين لعراجي
31
أوث
2013
شوهد:634 مرة