يبدو «أوباما» اكثر عزلة، بعد اعتذار حليفه الوفي «ديفيد كامرون» عن المشاركة في توجيه ضربة عسكرية لسوريا، بسبب رفض مجلس العموم، الذي فشل في اقناع اعضائه بجدوى العملية في خدمة المصالح العليا للمملكة المتحدة.
تصرف لندن جاء مفاجئا بالاساس للولايات المتحدة الامريكية التي لم تتصور ان الحماس البريطاني الممزوج بتكالب كبير، يتحول الى النقيض. موقف ظهر من خلاله اوباما بمظهر المراهق الذي تم توريطه واختلطت عليه سبل الخروج من الورطة. فالارتباك الذي اصاب الادارة الامريكية جراء السلوك البريطاني كان مهما، في الوقت الذي تبحث فيه هذه الادارة عن اجماع دولي لتنفيذ العدوان على سوريا.
امريكا وجدت نفسها في منتصف النهر، في حيرة العودة الى اليابسة او الاستمرار في اجتيازه وفي الحالتين عليها قطع نفس المسافة، ففي الحالة الاولى هي مضطرة للعمل وحيدة معزولة اما من خلال توجيه ماتسميه بالضربات المحدودة او ضربات استعراضية حتى لاتظهر بمظهر المتردد الخائف بعدما اقسمت امام العالم ان تعاقب من تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها. وقد تكون ضربات استعراضية لايمكنها تغيير المشهد السوري ولا قلب الموازين الميدانية لصالح المعارضة. بل بالعكس سترفع معنويات الجيش السوري من خلال الانتصار على التهديدات الامريكية وعلى الجماعات المسلحة على حد سواء. والسيناريو الثاني الاقل احتمالا ان لم يكن مستحيلا، وهو الدخول في حرب مفتوحة في سوريا والوقوع في مستنقع حقيقي هي في غنى عنه خاصة بعد التجارب المرة للتدخلات الامريكية في الخارج والتي لاتزال كوابيسها المرعبة تطارد صانع القرار الامريكي.
الأكيد ان اعتذار لندن اللبق عن المشاركة الى جانب حليفتها في ضرب سوريا، سوف لن يمر دون التأثير على علاقات البلدين الحميمية والتاريخية، فهل تجد نفسها خسرت امريكا ولم تربح أوروبا؟!
الورطة ..
أمين بلعمري
30
أوث
2013
شوهد:658 مرة