«اليربوع الأزرق»... الإبادة المستدامة

أمين بلعمري
12 فيفري 2018

مرت 58 سنة على واحدة من أكبر الجرائم الاستعمارية الفرنسية في الجزائر. ففي مثل هذا اليوم من سنة 1960، نفذ أول تفجير نووي في رڤان تحت مسمى «اليربوع الأزرق»؛ جريمة لم تفلح العبارات الطنانة والمصطلحات المهذبة من إخفاء وحشيتها وأهوالها. فاليربوع كائن أليف ومسالم يعيش في جنوبنا الكبير يأبى أن يكون عنوان جريمة كهذه التي توصف خطأ بـ «التجربة»، بينما كان برنامجا لسلسلة تفجيرات نووية متلاحقة فوق الأرض وتحتها، أهلكت الحرث والنسل.
تفجيرات «رڤان» و»إينكر» وغيرها... لم تكن كغيرها من الجرائم الاستعمارية الأخرى المرتكبة في حق الشعب الجزائري، لأنها جرائم إبادة مستدامة تخطت الزمان والمكان، فأثارها لاتزال ماثلة. ويكفي أن المواليد مازالوا يخرجون من بطون أمهاتهم بتشوهات خِلقية في كل المناطق التي طالها التلوث النووي. في حين لم تعد أخرى وعلى مئات الكيلومترات من مركز التفجيرات صالحة للحياة بسبب تلك الإشعاعات التي أدّت إلى اختفاء كائنات نباتية وحيوانية بأكملها.
فاق تفجير «اليربوع الأزرق» قنبلة هيروشيما بـ70 ضعفا، ما يؤكد هول الجريمة.
اليوم، وبعدد مرور 60 عاما، لازالت فرنسا تتملص من مسؤوليتها المادية والأخلاقية تجاه ماضيها الاستعماري في الجزائر . في حين لم يبق أمامها إلا الاعتراف بجرائمها وتعويض ضحايا تجاربها النووية في الصحراء الجزائرية وإزالة المخلفات القاتلة والاعتذار من الشعب الجزائري عن كل جرائمها على مدار 132 سنة من التقتيل والإبادة، ناهيك عن النهب والاستغلال.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024