وهل تنتهي أيام عمري، قبل أن ينقضي ما تبقى من أعوام!!
لا تحزن... ولا تحمل هم مقدمتي، وها أنا أقاوم غربة هذا القصر الكبير لا أحد يسأل عني ، لا أملك في دفتر العائلة شخصا بإمكانه أن أقاسمه هذه النكسة، فما بقي من الأصول و الأهل أنهيت له دبيب سمومه.
فمن لي غيرك حبيبي، أشتكي له همومي؟
من لي قلب يسمع آلامي؟ ويبعد عني هذا الحزن؟
تراك جالسا في خلوتك وحدك الآن، وتراهم ما زالوا يقيدون رجليك عند نهاية كل مناداة.
ياه كم تعذبت أنا، كلما تذكرت أنك لم تبق في حريتك، وأصررت إلا أن تبقى بجانبي تكلمني وتتقاسم معي هذا الغياب، غياب أمانينا التي خططنا لها دروبا ذات يوم، ها نحن نحمل هما قاسيا ومتعبا، ينوء بأيامنا الملحمة!
يا قمة شوقي.. وهيام هوسي.. لست نادمة على اي شيء، ومنذ كذا من الزمن طلقت التفكير في غربتي، فأنا لست بالغريبة ولا أعرف شيئا اسمه وطن، ففضاء هذه المساحة التي تحتضنني هي وطني، وهذا رقم القيد هو بيتي، وهؤلاء التعيسات هن أهلي و هذه الجدران الخرساء، هي من توفر لي الحماية وتمنع عني بطش الآخرين.
لا أراني، وأنا أكتب إليك وأنت خلف زنزانتك تلوح لي بيديك الناعمتين، وأنا أهرول، وأهرول، فأهوى بالسقوط في حضنك فإن روحي في لقياك مهما طال البعد والمنأى.
- عفوا بعد خمسة عشر سنة من المنفى الاختياري
- حين تسابقت الأحداث واشتد أوجها، وبلغ عذاب المنأى منتهى الجنون لم يكن ذلك إلا ترجمة لفرح آتٍ لا محالة مهما طال زمن المنفى ومهما لازمت الغربة مكانها، لتكسر قلبين أبيا إلا أن يكبر الحب بين اضلعهما وهما فاقدَين للحرية.
- بالأمس خرجتْ ''كرمالة'' من سجنهان واليوم ها هو يلتقي بها الحبيب بعد العفو الأخير، وعلى ضفاف فرحة العودة أبتْ والدتُه ورجال القرية إلا أن يكون الفرح فرحتان، فتمّ قرانهما واختصر عذاب الخمسة عشر سنة منفى في لحظة صدق ولقاء ليس بعده إلا الموت . الموت وكفى .
الأخيرة
- مرافـئ الأحـزان - !
نورالدين لعراجي
22
أوث
2013
شوهد:650 مرة