- مرافـئ الأحـزان - !

نورالدين لعراجي
18 أوث 2013

توأمي..
أسيرة الظلم والتعاسة ...
شهيدة قلبي المتعب ..
ماذا أكتب إليك الآن، وكل لغات العالم حولي الآن تفضحني وتفضح شوقي إليك الآن، وتحزن ''عشتروت'' وتغضب  ''زنوبيا'' وتجعل ''أوغسطين'' قديسا، إلى زمن لا يضيع فيه البوح وتُعجِّل بفرح ''تينهينان'' المغدور!، وتبيح ''للكاهنة'' شغف المزاوجة بين العشق والحكم، و تنذر ''بلقيس'' أمرها: ما كنت قاطعة أمرا !!، وتقسم ''ولادة'' على صدر القصيد أنها وبين الحبيب جنتان. !كل اللغات حولي ما أعرف منها، وما أنا فيها بقارئ، اجتمعت وأصرت لتشاركني هذه الملحمة، فماذا أكتب إلى ملكة  عرشي إلى من غامرت بنفسها صوب شمس محرقة بماذا أحدثك يا ألف بحرية في دروب قلعتي، بماذا أحدثك وقد صار السجن أرحم لي من بطش ما مسني ولحق بي.
الآن، أنا متأكد أنكِ تنامين مثلي في زاوية من ذلك القصر الكبير وداخل عنبر يعجّ بالنسوة والصبايا، ولكل واحدة منهن حكاية ربما قد تُنسيك حكايتنا.أو ربما أقل منها، وربما أكثر بكثير كثير، وحتما تجدين من بينهن ''شهرزاد'' وربما ''جوليان'' ولما لا تعثرين على ''حيزية التي فضلت قبر الآخرة، على قبر الحياة وهي بذلك لم تمت إلا فداءا  لمحبوب مثلك، وربما مثل الكثيرات ممن لم يتحمّلن وهج الثأر، وستديم الثورة، وحتما  تكتشفين كيف تموت الدمعةعلى سفوح الذاكرة، وكيف يُهزم الشوق على مشارف الذكريات المتعبة فداءا للفؤاد الذي صارت التعاسة عملةً تلازمه أين ما حل بعدما رفع شعار'' :خليلي إن ضنوا بليلى فقربا'' لي النعش والأكفان واستغفرا ليا
أو ليس من الأحرى أن تنعمَ البشرية بالهناء، وتتنحى آيات التعب والقساوة إلى الأبد أليس من الأحرى أن يُترك الهوى حرا طليقا، لا تتعقبه الأيادي الوسخة، أما آن للتقاليد البالية التي وأدت تاء التأنيث أن تُهزم الآن، وتنتهي طلاسم الجهل أغنية قلبي ....
مقطوعات عروقي المعزوفة في جريان دمي.. ربما تجدين نفسك في ورطة حقيقية بعدما أنهيتِ كابوس الأسى والعار إلى الأبد، الذي ربما قد يشبهه الآخرون بالوهم ! لطالما أنتِ سيدة أطلقت صرختَها صوب الانعتاق، وأقــــررتي أن ذلك الصـــرح أراده ، كان ''صرحا من خيال فهوا. وهو ما جعلك ترفضين المقايضة. مقايضة الحب بالمال! وها أنت تدخلين تاريخ مملكة الشهداء والعذارى من أعلى قمم الذاكرة- ذاكرة هذا الذي ما زال يهتف نبضه باسمك، كتقاسيم ذلك الناي الحزين. في وهمي، ويا شادية ألحاني.. وسالبة قصائدي الحبلى.. تغيب عني اللغة الآن، ويمضي خيالي إليك بهذه السرعة والعجالة يحمل إليك شبيه ظلي، وألام السقم اللذين سقطا هكذا دون إشعار ..

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024