الجـزائــر بيــن الأطماع والوطـنيـة

بقلــــم عمـــار جـــراد
13 أوث 2013

هناك من الأوضاع والحقائق التي تفرض ردود أفعال للنفي والتكذيب. ما يجري على الساحة الجزائرية وبالخصوص منذ الأشهر الأخيرة تبعث على السخرية ولا تستدعي أي اهتمام لولى إرادة البعض تعكير الأجواء وإقرار الغموض.

المتتبع لكل هذه التطورات وخلفيات ما يجري من إدعاءات وتفنن في الهجمات تعطي القناعة بأنها نتيجة بديهية لحملات غايتها زعزعة البلاد بعد فشل ما سبق منها على وجه الخصوص، الاعتداء الإرهابي بتقنتورين.
المؤكد أن «هؤلاء القادة» لا يتوقفون لحظة عن خططهم ما دام الظرف الدولي يسمح بذلك وطالما هناك وجود لخونة. هذه العصابة لن تتوقف عن هذا المنهج ما دامت الأسباب والدوافع قائمة لتحقيق مطامعها. فهي منظمة وتمتلك وسائل إعلامية ومفكرين وأبواق من المحللين والمحرضين. هم لا يقوون على التطور دون سند سياسي أو مادي خارجي، أي مالي مشروط باملاءت يلتزمون بها في حالة انتزاعهم للسلطة.

تهجم على جيش صنديد وعلى  رئيس المصالحة
منذ سنوات تقوم هذه الأوساط منها ما تسمى بـ «المعارضة الجزائرية بالخارج» المدعمة من طرف جماعات مصالح محلية ثرية أو الخارجية المرتبطة بأكبر الرساميل، بعمليات تحريض ضد الجزائر مستهدفة بالخصوص جيشها الصنديد الدرع الواقي ضد ما يعرف بـ «الربيع العربي» تارة ورئيسها المنتخب الذي لا يتسامح إطلاقا مع حالات الثراء المشبوه وهذا من خلال اتخاذه لإجراءات صارمة.
على هذا الأساس لابد من مهاجمة هؤلاء باعتماد نفس الوسائل التي يوظفونها لإقناع ضمائر الرأي العام. هؤلاء يوظفون لبلوغ أهدافهم أساليب التخويف وإثارة القلق ونشر معلومات كاذبة واستعمال الضغوطات مادية ومعنوية وخلق «كبش فداء» كل هذا من أجل تشويه صورة الخصم ومحاولة ترسيخها لدى الرأي العام.

المساس دون هوادة بصورة الرئيس
لاحظنا كيف وجد هؤلاء في مرض الرئيس حجة في مسعاهم لزعزعة استقرار البلاد. وعبر محور باريس/ لندن مرورا ببعض الذيول الإعلامية بالجزائر، لم تنصب مشاوراتهم على إعلام نظيف بل على كيفية تشويه صورة الرئيس بألفاظ غير أخلاقية مستغلين مرضه لتأجيج عواطف المواطنين وزرع الفوضى. ذهبوا في تهجمهم إلى حد انتقاد علاج الرئيس بفرنسا متحججين بعدم توفر نفس شروط التكفل الصحي بالجزائريين داخل وطنهم.
مع العلم أن القضية لا تتعلق بتاتا بكفاءات أطبائنا بقدر ما تخص التكنولوجيا المتطورة. يا لها من نذالة!

تحريض حول مرض الرئيس
سمحت مزايدات هؤلاء المحرضين ببروز حقائق عدة. اتضح لنا بأن «القصور البدني المؤقت» لأي رئيس لا يشكل بتاتا خطرا على السير الطبيعي للمؤسسات. ذلك أن ما روج عن أخطار منتظرة موجودة سوى في مخيلاتهم، على حد المثل القائل «رب ضارة نافعة» حقيقة يعرف الأصدقاء عند الشدائد.
قالوا أشياء كثيرة وكتبوا أشياء أخرى يندى لها الجبين عن الرئيس، حياته الخاصة، علاقته بالجيش لكن دون جدوى. وأمام فشلهم تمادوا في منح الرئيس قوة خارقة يتساءلون عن سر مصدرها فاتحين ملفات حدودنا الغربية التي أغلقت بقرار من رئيس الجمهورية. وهو موقف يجلب لنا متاعب جهوية.
هؤلاء لا يصطادون إلا في المياه العكرة. وهم أعداء  لسياسة الوئام الوطني والمصالحة الوطنية التي اعتمدها رئيس الجمهورية خيارا للحد من اللااستقرار.
ومن المرتقب أن تتضاعف شراستهم بعد  قرار مراقبة خروج العملة الصعبة غير القانوني الذي يمثل نزيفا حادا للاقتصاد الوطني. وجشعهم يؤدي بهم إلى حد التمني ببقاء الإرهاب الذي يخدم مصالحهم!
ليعلم الجميع أن بوتفليقة لا زال رئيسا للجزائر حتى الانتخابات المقبلة، والكثير من  الشخصيات التي تولت الحكم تتسابق لان تتحصل على  تزكية الجيش رغم انتقاداتها له.
«دي.ار.اس» مفخرة الجيش  والعمود الفقري للجزائر
الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير والرئيس بوتفليقة أيضا. «دي ار.أس» أو دائرة الاستخبارات الأمنية هي زينة الجيش الذي يتشكل من الوطنيين الذين أحبطوا ولا زالوا المؤامرات المحاكة ضد الجزائر منذ استعادة السيادة الوطنية. تطور هذا الجيش لن يسمح بالتدخل في الشؤون السياسية عدا في حالة المساس بأمن وسيادة الدولة طبقا لمضمون الدستور.
ونرى هنا أن من مصلحة الجيش وتماسكه عدم التدخل في اختيار الحكام المقبلين لأن المؤسسات قادرة على ضمان استمرارية واستقرار الجزائر. وأحسن برهان على ذلك فترة مرض أول قاضي للبلاد وامتثاله للنقاهة حيث أقاموا الدنيا وأقعدوها في حملتهم المسعورة لاستخلاف الرئيس بالتلويح للمادة ٨٨ من الدستور الذي هم غير مقتنعين به.لكن أي من هذا تحقق في الميدان وانكشفت لعبتهم  هدفهم واحد ،مسعاهم واحد: اللااستقرار للاستحواذ على البلاد.
الحقيقة التي لا يمكن نكرانها هي أن أغلب الجزائريين يعترفون بانجازات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة منذ توليه الحكم. وهناك أكثر من علامات تثبت هذا ممثلة في تحسين مستوى المعيشة، تمتع المواطنين بحرية أكبر، حرية التعبير مجسدة رغم انتهاكها من طرف البعض للمساس بالبلاد، احتياط صرف بالعملة الصعبة مريح لم يكن نتاج إيرادات المحروقات وحدها بل سياسة رشيدة رسخت الأمن والاستقرار في الجزائر.

مغالطات الترويج للعمل أسرع وأحسن
يعرف أغلبية الجزائريين هؤلاء الأوباش الخونة. يعلم الجزائريون أن تصرفاتهم مجرد سباق نحو السلطة ويعرفونهم من خلال تقلدهم مناصب في الحكم أزيلوا منه لأسباب عدة منها سوء التسيير، التبذير وعدم الكفاءة. نجح هؤلاء في تحقيق شيء واحد: تعميم الفوضى والحرب الأهلية.
كل هذا مجرد أكاذيب للاستحواذ على السلطة بالاتكالية على قوى أجنبية. أساس التكالب امتلاك الجزائر لاحتياطي ٢٠٠ مليار دولار.
لنحذر هؤلاء الذين لا يسعون سوى لخدمة مصالحهم الضيقة محاولين دفع أولادنا إلى الانتفاضة وترك أولادهم يجنون ثمارا وثروة على مقياس المقولة الشعبية « سلفلي ولدك يموت في مكان ولدي».
نشاطاتهم تخلو من أي مبادئ  أخلاق ومشاعر انسانية وقيم مواطنة، دافعهم الوحيد «المصلحة ثم المصلحة».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024