- مرافـئ الأحـزان - !

نورالدين لعراجي
11 أوث 2013


   قال'' : لستُ أنا الذي يسمح في حُلْمِه، ونصفه، لا لستُ أنا من يأخذوا مني، ومن بين يدي ''كُرْمالة'' بهذه السهولة، وهذه القسوة.'' !''
ثم اردفَ :
لا. لستُ أنا من يطعنوه في الظهر ليأخذوا منه زهرة شبابه، ورونق طفولته، وعبق أحلامه، من بإمكانه دفع هذه الهموم عني، لمن كنت أفني عمري وشبابي بالغربة؟!
- كيف با''لجمعي'' يدفع ''بكرمالة'' إلى أحضان رجل آخر؟
- أين هي العهود التي كانت بيننا؟
- كيف به ينقض ما عاهد عليه أبي وعمي قبل وفاتهما، ونحن في عزّ طفولتنا، لا نفترق عن بعضنا، نلعب معاً، نحمل القفة إلى جدنا وهو في حصاده، نجلب المياه من الحاسي، نرعى في السهول والقمم المحيط بدشرة ''بوطالب'' معا، نقطف الزهور، ذات اللون الأحمر ونضيع في نشوة تلك الطفولة، وكأننا خُلقنا ليكون الطيب روح ''كرمالة'' وتكون هي جسده!
- لماذا غيّر كل هذه الصور الجميلة التي جمعتكما، وحرمكما من تحقيق فرح يضمكما معا؟!!
- لا ؟ لا !
- لا أسمح لأي كان أن يأخذ ''كرمالة'' مهما كان، ولو كان على رقبتي.
أخته ''مريم'' قصد بعث اللوم على ابنة عمها ومن دافع الغيرة التي تطلقها العانس طبعا قالت:
     (أزواج الأقارب كلدغة العقارب)
أما أخته الثانية، الأكبر منه و قصد تهدئة ثورة أخيها وحثّه على التريث خوفا من عودة النوبات القلبية التي تنتابه قالت:
 (احرث البلاد القريبة، وهات المرأة البعيدة )
و هم في شجون الحديث فاجأ أختَيه :
  (بدّل باب داركْ، وخذ ابنة عمّك و لو بارتْ)
- قال'' :كرمالة'' كانت هي أغنيتي المفضلة، كلماتها، لحنها الشجي موسيقاها الثائرة، تقاسيم القصبة، و دندنات البندير، التي تنعشني.
- كيف أسمح لهم أن يأخذوا ''كرمالة'' بهذه السهولة. ومن بين يدي، وأمام الجميع، إلى بيت شخص آخر، لم يكن له وجودا في أرشيف ذاكرتنا، ولم ترسم له موطنا في قلبها، سواء في الحلم أو في اليقظة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024