ساهم بشكل كبير في المسيرة الذهبية لكرة اليد الجزائرية، ونال العديد من الألقاب على مستوى الأندية والفريق الوطني.. أنه عبد الكريم بن جميل الذي كان قائدا
لـ»الخضر» لعدة سنوات بفضل حنكته وامكانياته الكبيرة.. ويعتبر من بين أكبر اللاعبين الجزائريين في هذه الرياضة كونه حمل قميص المنتخب الوطني 150 مرة.
كل عشاق الكرة الصغيرة الجزائرية يتذكرون تلك اللحظات التاريخية التي صنعها أبطالنا في المحافل الدولية، لا سيما في الثمنينات حيث فازت الجزائر أنذاك بـ 5 ألقاب افريقية على التوالي .. وكان بن جميل لاعبا أساسيا إلى جانب كل من دوبالة، عازب، بوشكريو، بن مغسولة.
ويمكن القول إن بن جميل من مواليد (5 ديسمبر 1959 بوهران) يعد لاعبا من الطراز الرفيع من خلال قامته المعتبرة (1.90 م) .. والفنيات الكبيرة والتسديدات القوية التي جعلته في الواجهة لسنوات طويلة.
وبداية مسيرته لم تكن في كرة اليد مباشرة وإنما كاد أن يصبح مصارعا للجيدو، هذه الرياضة التي مارسها في أول الأمر، وتحوّل بعدها إلى كرة القدم .. قبل أن يستقر رأيه على الكرة الصغيرة في الفريق المدرسي للأصاغر (اكمالية بن زرجب) بوهران التي كانت فيها الانطلاقة الحقيقية له .. وفي صنف الأشبال لعب لنادي صلب وهران إلى جانب بعض اللاعبين الذين ساروا بخطى ثابتة، وشكلوا الفريق القوي لمولودية وهران التي كانت تزخر بأسماء كبيرة على غرار دوبالة، حراث.. إلى جانب بن جميل.
فقد نال بن جميل ونادي مولودية وهران البطولة الوطنية عام 1983، وكأس الجزائر عامي 1984 و1986.. كما توّج الفريق بألقاب افريقية (1987 و1988) وألقاب عربية (1983، 1984، 1985، 1988) .. وكان الفريق يقدم مستويات كبيرة بقيادة بن جميل .. هذا الأخير الذي كانت له مسيرة ذهبية مع الفريق الوطني الذي نال معه 5 بطولات افريقية متتالية (1981، 1983، 1985، 1987، 1989) .. وحقّق كذلك اللقب المتوسطي عام 1987 .. والميدالية الذهبية للألعاب الإفريقية 1987.
وشارك بن جميل في 3 دورات للبطولة العالمية (1982، 1986، 1990) .. وخاض في مناسبتين دورة الألعاب الأولمبية (1980، 1984) .. ويزخر سجل هذا اللاعب الكبير بتتويجين آخرين (أحسن لاعب عربي 1987، وأحسن لاعب افريقي لنفس السنة).
وخاض بن جميل تجارب احترافية خارج الوطن; حيث لعب لنادي السد القطري، ثم انتقل الى نادي مونبلييه الفرنسي .. وبعدها نادي تولوز، ولعب كذلك في نادي سي أس مارسيليا واعتزل اللعب وعمره 39 سنة، حيث حافظ على امكانياته بفضل الصرامة والعزيمة الكبيرتين لهذا اللاعب الذي يبقى قدوة حقيقية للاعبين الشبان.
وللإشارة، فإن بن جميل درّب في عام 2014، المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة.