ها نحن مرة أخرى نحيي ذكرى استقلال الجزائر، لنتوقف عند تضحيات الشهداء ومعاناة الشعب الجزائري بكل فئاته تحت وطأة الاستعمار الذي لم يرحم لا الكبار ولا الأطفال الأبرياء، كما تفنّن في أساليب التعذيب والقوانين الزجرية كي يزرع الخوف في نفوس الجزائريين ويقضي على عزيمتهم في النضال من أجل الحرية، لكنه لم ينجح فالمحن تزيد الفرد قوة وإرادة.
هذه المناسبة الغالية على قلوب كل جزائري وجزائرية تذكّرنا بجرائم الاستعمار التي لا تعد ولا تحصى من مجازر الثامن ماي ١٩٤٥، إلى الـ ١١ ديسمبر ١٩٦٠، و١٧ أكتوبر ١٩٦١، التفجيرات النووية بصحرائنا التي ما تزال تحصد الكثير من الأبرياء، ناهيك عن مذبحتي قبائل الظهرة وواد الرياح التي استهل بها الاستعمار الفرنسي احتلاله للجزائر بقيادة السفاح ديبورمون.
بالإضافة إلى الجريمة الكبرى، وهي تهجير قرابة ٢٠٠٠ جزائري حكم عليهم بالنفي النهائي من وطنهم الأصلي إلى الطرف الأخر من العالم، أي إلى كاليدونيا الجديدة.
وأغلب المنفيين من أشراف القبائل كالشيخ بوعمامة والمقراني، وهي وسيلة للقضاء على الهوية العربية الإسلامية، حيث عان هؤلاء من الأشغال الشاقة والبؤس والحرمان، وها هم اليوم أحفادهم المنحدرين من الجيلين الأول والثاني عادوا للارتباط بأرض أجدادهم، وللأسف فالقانون الفرنسي فرض عليهم أسماء أوروبية وجرّدهم من اللغة العربية.
مسألة أخرى نأسف عليها كذلك وهي تهميش دور المرأة المناضلة في صفوف جيش التحرير الوطني، فالكثير منهن لا نسمع عنهن بالرغم من التضحيات الجسام اللائي قدّمنها من أجل استقلال الجزائر، حيث ضحّينا بشبابهن غير آبهين بشراسة العدو كالشهيدة حسيبة بن بوعلي، فطيمة بدار، المجاهدة المرحومة ليلى موساوي وشقيقتها الشهيدة، وكذا المجاهدة فريدة بن قمبور التي نشطت في المنطقة المحرمة، وما تزال تذكر صوت الطائرات المقنبلة وصورة زميلاتها الشهيدات، ولم يحظين حتى بإنجاز فيلم عن نضالهن النبيل، ليدرك شباب اليوم ما عانته المرأة الجزائرية.
مجاهدات الرعيل الأول
سهام ــ ب
02
جويلية
2013
شوهد:1011 مرة