تعيش مصر حالة حرجة للغاية، أصبحت معها كل السيناريوهات مطروحة، في هذا الوضع أخذ الاعلام حيزا كبيرا في توجيه الأحداث من خلال التحكم في الرأي العام الداخلي خاصة مع ظهور قنوات فضائية انتشرت كالفطر لكل منها ايديولوجيته وأهدافه ومصادر تمويل وتخدم أجندات معينة وهي خاصة لاتتعلق بوسائل الاعلام في مصر وإنما بهذه الوسائل بشكل عام خاصة الثقيلة منها لما لها من تأثير بليغ وسريع على مختلف الشرائح وحتى أولئك المصنفين في خانة الأُميين حيث تستطيع الصورة التأثير فيهم ولما لا تعبئتهم وشحنهم بأفكار وتوجهات معينة.
إن المشاهد والمتتبع للقنوات الفضائية المصرية هذه الأيام يلاحظ أن هذه الأخيرة هي من صنعت وتصنع ما يحدث في الشارع المصري سواء القنوات الموالية للرئيس محمد مرسي والمدافعة عن بقائه في السلطة، أو تلك الموالية للمعارضة التي تبرز حركتها بأن الشعب هو من يمنح الشرعية وهو الذي ينتزعها ممن يشاء ومتى يشاء.
الأكيد أن ما يحدث في الشارع المصري هو انعكاس لحرب إعلامية سبقته استعملت فيها كل الوسائل وكل الأوراق الممكنة من أجل توجيه الرأي العام المصري، فبعض القنوات أقحمت الدين في رسالتها الاعلامية وأخرى التاريخ المصري وأخرى مساوئ الغير.. إلخ.. وابتعدت خلالها كل البعد عن الرسالة وتحولت الى منابر للدعاية والتحريض واستعمال لغة تصل في العديد من الحالات الى اللغة السوقية المبتذلة، بالتجريح والشتم والإهانة.
في مشهد يعود بك الى سلوكات وتصرفات بعض الوجوه البارزة في الاعلام المصري خلال المباراة التي جمعت بين الجزائر ومصر والتي كاد أن يحولها أولئك الى حرب مصير ووجود، لم يراع فيها أولئك ما يربط الشعبين من أواصر أخوة وتاريخ ومصالح اقتصادية وتجارية تضررت.
إن الاعلام المصري أمام محطة تاريخية حاسمة يتحمل فيها المسؤولين كسائر المؤسسات الأخرى في أرض الكنانة ، بل أكثر منها، فإذا كانت الديمقراطية تقتضي أن يختار كل إعلامي الجبهة التي يريدها بكل حرية يفرض عليه هذا الاختيار الالتزام بالمهنية وما تعنيه الكلمة من أخلاق ونزاهة تُسمع صوت المواطن وتنقل همومه وانشغالاته وليس شحنه وتجنيده كما قالت لدخول المعركة.
أي مسؤولية للإعلام المصري!..
أمين بلعمري
30
جوان
2013
شوهد:714 مرة