معارضة متعددة الجنسيات

أمين بلعمري
21 جوان 2013

تحولت سوريا الى قبلة للمقاتلين القادمين من مختلف أنحاء العالم للقتال الى جانب المعارضة المسلحة ضد النظام السوري، المعطى حول تلك المعارضة السورية او التي من المفروض أن تكون كذلك الى معارضة متعددة الجنسيات، ويكفي ان أرقاما مخيفة تشير الى وجود حوالي ٣٠ ألف مقاتل أجنبي دخل الى الأراضي السورية وان كان اغلبهم من دول ما يسمى بالربيع العربي، هناك حوالي ٢٠٠٠ أوروبي ضمنهم ٢٧٠ فرنسي يقاتلون في سوريا، وهي أرقام أوردتها وسائل الاعلام الفرنسية، التي نقلت كذلك ان الملف تحول الى هاجس كبير للدول الأوروبية في حال عودة أولئك المقاتلين الى بلدانهم الأوروبية مشبعين  بالأفكار الجهادية التكفيرية، وما قد تشكله من خطر على أمن واستقرار أوروبا، التي تحولت آراضيها الى ملاذ لخلايا التجنيد والتعبئة للزج بالشباب في قضية لاتعنيهم ساهمت فتاوى غير مسؤولة في غسل أمخاخهم وتغير قناعاتهم ليجدوا أنفسهم  في خنادق الأزمة السورية بعد المرور على مراكز التدريب التي أقامتها المخابرات الأمريكية في كل من  الأردن وتركيا، في سيناريو شبيه ان لم يكن نفسه خلال الحرب الأفغانية في ثمانينات القرن الماضي.
يبدو أن الكثير من الأطراف تعمل جاهدة لاجهاض كل محاولات حل الأزمة السورية، والا كيف نفسر بعض التصريحات التي تقول بأن تسليح المعارضة يخدم السلام في سوريا، وإن كان القصد من وراء التصريح هو فرض توازن ميداني بعد اختلاله لصالح الجيش النظامي السوري بعد المواجهات في القصير، رغم أن الشعب السوري ليس في حاجة الى المزيد من السلاح والمقاتلين والفتاوى المغلوطة، وإنما الى نوايا صادقة ومجهودات جادة لاخراجه من محنته وايقاف حمام الدم، لأن الأزمة طال أمدها وزادت معها مخاوف من أن تستمر لسنوات أطول، ان لم تتوقف كل الأطراف عن النفخ في نار فتنتها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024