السبق الصحفي قد يؤدي أحيانا إلى المساس المباشر بمصداقية الركيزة الإعلامية سواء منها المكتوبة، المرئية أم المسموعة وهذا مانقف عليه يوميا فيما ينشر هنا وهناك، وما يبث عبر القنوات الخاصة من خلال شريط الأخبار الذي يظهر في أسفل الشاشة.
وعليه، فمن غير المعقول أن لا نقدّر ما مدى التأثير الممزوج بالهلع عندما نتوجه إلى الرأي العام بأن حركة ميترو الجزائر متوقفة، بعد أن لوحظ وجود شخص على السكّة مما اضطر التقنيين إلى قطع التيار الكهربائي ولن يعود هذا الأخير إلا بعد مدة طويلة.
لكن، بعد أن استفسرنا من مصادر موثوقة بعين المكان، تبين بأن كل ما ورد أو قيل غير صحيح، العربات كانت تنقل الناس عاديا بعيدا عن ذلك التهويل والتضخيم الذي كان يشار إليه في ركن «هام» باللّون الأحمر والذين تنقلوا من البريد المركزي إلى الحراش (نهاية المحطات)، أكّدوا لنا أن الأوضاع عادية جدا ولا يوجد أي قلق في أوساط الراكبين.
نتساءل اليوم عن الخلفيات الكامنة وراء مثل هذه الأخبار التي لا أساس لها من الصحة، تندرج في إطار ما يعرف بالإشاعة، لأن هذه القناة لم تفنّد ذلك فيما بعد، والجميع يدرك ما قد تحدثه من متاعب بالنسبة للجمهور إذا لم يسارع الخبر الصحيح لدحضها. ومهنيا كان على هؤلاء الاتصال بإدارة ميترو الجزائر من أجل معرفة حيثيات الحدث، مع ذكر المصدر لإضفاء عليه المصداقية. أما الاجتهاد بهذه الطريقة فإن الأمر يتحوّل إلى اللامهنية التي لها تداعيات خطيرة جدّا تنعكس مباشرة على القناة.
وما ذكرناه هو من باب تنبيه قاعات التحرير في القنوات إلى التحلي بروح المسؤولية وعدم السقوط فيما يعرف «بالسبق» الذي قد يكلّف أصحابه في المستقبل، خاصة ما تعلّّق بالمصداقية والمهنية، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإن سلطة ضبط السمعي البصري مدعوة أن تكون حاضرة في مثل هذه المواقع، من أجل تحكيم قانوني وكذلك توجيه ملاحظات مهنية، من أجل تفادي مثل هذه الأخطاء، وهذا ما تقوم به مثل هذه المؤسسات في بلدان أخرى، التي لا تترك الأمور تسير بهذا الشكل، حفاظا على النظام العام.
ومن حقّ مؤسسات الدولة التدخل، من أجل الرد على كل من يسعى للإخلال بالأوضاع العادية عن طريق تفنيد الإشاعة التي، للأسف، يصنعها الإعلام غير المسؤول.