المسار الصحيح

فضيلة دفوس
28 فيفري 2017

تسلّمت السلطات الانتقالية في المناطق الادارية بشمال مالي مهامها قبل أيام مثلما نصّ عليه اتفاق «السلم والمصالحة» الموقّع في جوان ٢٠١٥، بين أبناء البلد المجاور بوساطة ومرافقة الجزائر، ليتجلى بوضوح، أن قطار التسوية السياسية المالي على سكّته الصحيحة، وهو يقطع المحطة تلو الأخرى بغرض الوصول إلى إقرار الأمن والاستقرار.
السلطات الانتقالية التي تشكّل أول مستوى للسلطة، مكلّفة بتسيير المناطق الادارية الخمس في شمال البلاد وهي (كيدال وغاو وتمبكتو وميناكا وتاودينت» إلى غاية انتخاب مجالس تتمتع بسلطات أوسع، وأيضا الاعداد للانتخابات المرتقبة وتسهيل عودة المهرجين إلى ديارتهم بعد أن غادروها مجبرين فرارا من الخطر الإرهابي الذي تقلص حجمه الى حد كبير بعد أن تلقت تنظيماته الدموية ضربات قاتلة.
وحتى تنجح في أداء مهامها، فقد أسندت السلطات الانتقالية الى أبناء الشمال الذين ظلّوا يطالبون بالمشاركة السياسية وعدم الإقصاء، وحتما بعد شروع هذه الهيئات في أداء مهامها خاصة وهي أدرى باحتياجات وتحديات المنطقة، سيتلمس السكان نتائج اتفاق السلام، وسيشعون بتأشيره الايجابي على واقعهم، لينخرطوا أكثر في تجسيد باقي بنوده ومنها التخلي عن السلاح والاندماج في الحياة العامة.
وبالموازاة مع السلطات الانتقالية، أقرت مالي أيضا انشاء دوريات مشتركة في الشمال بين الجيش وأبناء المنطقة وتحديدا المتمردين السابقين للسهر على أمن المنطقة ومواجهة أي توترات بها، حتى تتفرّغ القرات النظامية لمحاربة الإرهاب، وهي مهمة غير سهلة بالمرة، وتتطلّب جيشا غير مشغول بمشاكل يومية يمكن لأي دوريات محلية حلّها.
هذه الدوريات المشتركة، ستيعد الثقة بين سكان الشمال والسلطات المركزية التي كانت تتخلّلها بعض الهزات، وهي بكل تأكيد ستكون ضرورية لاعادة بناء جيش مالي موحد وقوي يكون قادرا على مواجهة كل التحديات دون الحاجة إلى مساعدة الخارج كما هو الأمر حاليا، مما سبق يتجلى واضحا بأن مسار السلام المالي يسير في الاتجاه الصحيح، وحتى إن كانت بعض العقبات تعترض العملية السلمية، فأمر تجاوزها كبير وبالنظر الى الرغبة والنية الحسنة التي تبديها الأطراف المالية في الخروج بالبلاد الى برّ الأمان مع الحفاظ على وحدتها أرضا وشعبا.
بتفاؤل وغبطة، نتابع نجاح العملية السياسية في مالي، ونتمنى أن يستفيد الأشقاء في ليبيا من هذه التجربة، لينخرطوا هم أيضا في حوار جاد يفضي إلى اتفاق يحفظ أمن، وحدة واستقرار البلاد،  والجزائر التي وضعت قطار السلام المالي لمرافقة ومساعدة الليسين على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024